عودةٌ إلى اللهِ ويسبقُنِي حَنِينِي

أحمد إبراهيم مرعوه

رحل الذي ما كان يعرفُ معنى الرحيل- رحلَ ولنْ يعُودَ - فارقَنَا الذي ما كانَ يَعْرِفُ معنَى الفِرَاقِ، و تركَ العُشَ العالقَ بشجرةِ الجُمَيزِ، المُلقيةُ بجذورِها في أعماقِ النيلِ.

قدْ كُنا نتفقِدُهُ وكأننا سنفقِدُهُ - هذا الذي كان يحفرُ قبرَهُ بيدهِ - كنا نراهُ وكأنهُ الطيرُ ينظرُ عُشَهُ - ويراهُ قبلَ أن يَحفرَ قبرَه ُ بسكينٍ وكأنهُ  مِسكينُ  أرادَ  أَنْ يستكيِنَ إلى الدعةِ، ويحُطُ عنْ كاهلهِ قدراً من الطينِ الذي كُنا نَحسَبُه مُبللاً  بالماءِ العليلِ، ومزيجاً من دموعِ المساكيِنِ - فإذا بهِ نوعُ من دماءِ الأكبادِ المُجففةِ والمخلوطةِ ببقايا ترابٍ من قلوبِ مُحْرَقةٍ  بعدما مرتْ ما بينَ السندالِ والمطرقةِ  لتُرضِي النفوسَ المُغْرقَةِ في دماءٍ مُحرِقةٍ! 

قد كان طيرَا هَدهُ الطيرانُ والمسيرُ، أرادَ أَنْ يستقيلَ من عناءِ أثرِ البعرةِ  والبعيرِ، والبغالِ والحميرِ، وكثرةِ النفيرِ وما تحملُهُ من شهيقٍ وزفيرٍ - هانتْ عليهِ الدُنيا ولمْ ينتظرْ الغنائِمَ - بلْ ترَكهَا لِكُلِ إنسانٍ هَائمٍ ما بينَ الواضحِ والغَائِمِ، والغريقِ والعائمِ وسطِ مُزاحمَةِ العمائِمِ على كُلِ شيءٍ زائلٍ- فتركَ الحِوارَ للحمْقَى الذينَ لمْْ يُفطمُوا عن الرضاعِ، وما يحملُهُ من غذاءٍ .. حَسَبُوهُ الجُبنَ والزُبْدَ - لكِنْهُ كانَ الذي يُنمِي وينْمُو معَهُ الخَبَلَ!

وجلستْ الزوجَةُ وحيدَةً - تندبُ قَدَرَهَا العاثَرَ - بعدما رأتْ كُلَ شَيءٍ انكسِرَ: قالتْ وهيَ تبكِي دماً - يا عصفُورِي انبضْ بالحياةِ ولَنْ تخفقَ/ودَعْ النَومَ قبلَ أَنْ تُحَلِقَ/وتذكرْ أَنْكَ كُنتَ فينا المُغدقََ على عيالِ خِشيةَ أن نَغْرَقَ/أخافُ مِنْ بِعدكَ أَلاَ أُوَفَقُ/في ظلامٍ يكونُ مُطبقَاً . ولأنكَ كُنتَ فِينا المُصَدَقَ، مررتَ سريعاً وكأنكَ لم تُحدقْ!

كم من أنشودةٍ غيناها في لحنِ النوى/مرتْ وكأنها الهوَى!

رفيقَ دَربي لِمَ اخترتَ لحنَ الوداعِ – لِمَ تركتَ دربَ الارتحالِ، وسلكتَ دربَ الرحيلِ فاخترتَ الأبيضَ دُونَ مَخيِطٍ، و تركتَ أُسرةً تُعَاني الشقاءَ والحرمَانَ- ماذا أفعلُ لو جَاعَ عِيالي - وماذا لو مَدُوا أَيدِيهِم في جيبٍ خاوٍ - ماذا لو رفعُوا أيدِيهُم لبخِيلٍ مُتَعَالٍ - ماذا لو تعاركوا مع أولادِ جَارِي - وماذا لو ضربهُم الأبُ أبُو المقام (عالٍ) وماذا وماذا؟ لِمَ تركتَنِي وحيدةً أُصَارِعُ الذِئابَ في الحوارِي، والأُسودَ في البرارِي، والكِلابَ هُنا في أنصافِ الليالِي!

والأمُ مازالتْ تعاني سكراتِِ الموتِ وسطَ الحرمانِ، فَمَنْ يأْتيها بولدِها الذي كانتْ تَشْتَدُ بهِ العِيدَانُ، وتستَقوِي بهِ السِيقانُ التي كانتْ تبحثُ عن مُتصعلِكٍ  يُحاولُ أَنْ يتسلقَ الجدرانِ!

وأَبٌ عجوزٌ هَرِمٌ ـ مازالَ يئنُ لمرارةِ الحِرْمَانِ بعدما فَقَدَ صُحبَةَ الابنِ الذي كانَ يُطعمُهُ والأطفالَ الصِغارِ، عندما يَمُرُ بائعُ الألبانِ!

آهٍ قد كانتْ الدُنيا أَماني ـ ظلمتُ نفسِي ـ فكنتُ الجلادَ والجَاِني.

من نعشي أقولُ لكمُ: يا أَهلي يا ناسِي يا خِلانِي، أنا لستُ بالميتِ الفقيدِ، اعتبروني كأيِ شَهِيدٍ قتلَهُ الطُغيانُ - رأيتُ دَرْبِي فاخترتُ اللقاءَ الذي ما بعدهُ اختيارُ- أنا هُنا أريدُ أَنْ أَكونَ كأيِ شهيدٍ في العَلياءِ، رُوحُهُ في حواصلِ طيورٍ خُضرٍ تَحَومُ حَولَ عَرشِ الرحمنِ.

أودعكُمْ وما كنتُ يوماً أُحِبُ وداعُكُمْ ـ أودعكُما يا أمي ويا أبي ـ  فلا تبكيَا عليَ  فالروحُ الطاهرةُ تصعدُ دوماَ إلى السماءِ!

سامحوني عِندَ دعاءِ الفجرِ، ولحنِ الكروانِ، عِنْدَما يتغنَى راجلاً  تحتَ الأشجارِ، وحينما يقفزُ فوقَ الأغصانِ، ويُحَرِكُ أوراقَ الشجرِ، ويسبحُ بحمدِ اللهِ مع عبورِ الصيادِيِنَ بالقواربِ التي تَسْبَحُ في النيلِ بحثا عن رزقِ النائمين، وطيرانِ الحماماتِ التي كانتْ مُختبئةٌ خَلْفَ الأشرعَةِ البيضاءِ بعدما اغتربَ في الأفقِ السلامُ!

زوجِتي الحنونْ، ما كانَ الهجرُ بيدِي، وما كانَ الفِراقُ من طبيعتي، وما كانَ فراغُ القلوبِ هوايتي، سامحيني عندما يرقُ قلبكُ - عندما تحنُو العاطفةُ!

ولدي لستَ صغيراً كما تظنُ، كُنْ رَجُلاً كما أردتُكَ وكفَى - فالفهمُ فِيكَ طبعٌ أصيلٌ! 

ما زلتُ أعرفُ أَني ( أنا ) وما زِلتُ (أتتخيلُنِي) من قريبٍ ومن بعيدٍ، هناكَ  عندَ الشفقِ الأحمرِ، وقرصِ الشمسِ الداميةِ، والدمُوعِ المُسالةِ على خديْهَا، لتمتزجَ بماءِ البحرِ، والإنسانُ المعذبُ الحائرُ مازالَ جالساً هناكَ في القاربِ الخاوي ما بينَ بينَ سماءٍ وماءٍ وفضاءٍ رحبٍ يَسعُ كُلَ القلوبِ الحائرةِ!

وما بينَ آونةٍ وأُخْرَى أتأملُ المكانَ بعمقِ وأَسْبَحُ في بحرِ الفكرِ فأجدُني أَعودُ ثانيةً بقاربي نحوَ الغاباتِ الفسيحةِ والخضرةِ اليانعةِ على الشطِ البعيدِ والماضِي التليدِ، حيثُ لاَ أحدَ هُناكَ، ولاشيءَ سِوى الخُضْرَةِ والماءِ بشمسِهَا، ومِنْ بعدِهَا النجومُ ترسمُ صفحاتَ السماءِ في عمقِ الظلامِ، والقمرُ يبتسمُ - فقد عادَ مُنذُ زمنٍ يسيرٍ بعدما هَدَه ُ السَيْرُ والمَسِيرُ من ثورةٍ كانتْ هي النورُ، عاد منها لينيرَ .. وها هي الصفحاتُ تُعَاوِدُهَا هالاتُ النورِ من جديدٍ، بكلماتِ الشوقِ والحنينِ، والناي الحزينِ، وعشقِ النغمِ والرنينِ، وعزفِ اللحنِ الأصيلِ على ضوءِ القمرِ ونورِ النجومِ المُقتِرِ.

ثم نعودُ في مرات أُخر .. مع  كٌلِ إشراقةِ شمسٍ لِنَرَى نُورَ الحقيقةِ في مرآةٍ تعكسُ الضوءَ، وتُظْهِرَ الصُورةَ صورةً لا صُوَرَ ـ فَمَنْ مِنَا يحتملُ أَنْ يكونَ لهُ وجْهَانِ لشخصٍ واحدٍ! ومِنْ هُنا يبدأُ الصراعُ واضحاً جلياً مع المرايا الصافيةِ التي تُظْهِرُ الأَعمَى أَعمَى والبصيرَ بصيراً.  نعم كُلُ المَرَايا الصَافِيَةِ هكذا - صُورَهَا واضحةً جليةً، لذا تُؤلمُ مِنْ لهُم وجوهٌ كثيرةٌ وصورٌ متعددةٌ، لأنها تعكسُ النورَ نوراً وأنواراً يستنيرُ بِهِمَا مَنْ يَهوَى الحقيقةَ بأنوارِهَا، ويكرهُ الظُلمَ بظلامِهِ وإِظلامَاتِهِ الكثيرةِ المتعددةِ، والمفتعلةُ في أحاييِنَ كثيرةٍ، والتي يحاولُ أصحابُها بَثْهَا من حينٍ لآخرَ، وفرضِها على الناسِ في الظلامِ، وفي النورِ أيضاً، ولا حياءَ ولاحياةَ  تنبضُ في تلكَ الوجوهِ التي ألمتنَا رؤُيَتُهَا لعهودٍ كثيرةٍ مَضَتْ.

 لذا لا شيءَ يستحقُ أكثرَ مِمَا هُوَ، وما عادَ شيءٌ يحتملُ الخداعَ، فللناسِ عقولُ قد نَضُجَتْ وازدَادَ وعْيَهَا. واستغباءُ العقولِ أصبحَ درباً من الخيالِ، بل إِن شئتَ فقلُ خيالُ في خيالٍ، وكفانا نصبٌ واحتيالٌ، فما عادَ لنا قدرةٌ على الاحتمالِ.

وسنثورُ عليكُم في يومٍ مَا حتى تموتُوا فلا أحدا يُعلنَ عليكُم الحِدادَ، لأنَ صورتكُم ستظلُ في أذهانِنَا هي ألصورةُ التي ألمتْنَا كثيراَ. ولأن النورَ هو الذي نتطلعُ إليهِ أصبحَ في أذهانِنَا هو الحقيقةُ التي تحملُ الخلفيةَ الرقيقةَ، والظلُ هو مُحاكَاةٌ  للصورةِ . وهناكَ فرقُ كبيرٌ بينَ الظلَ والظلامِ، والظلامَ والإظلامِ في عهودِ القهرِ التي لم تفرزْ فينا إلا الريادةَ في الأدبِ بكُلِ فنونِهِ بفعلِ الآلامِ التي تراكمتْ فتركتْ فينا جِراحَاً تكفِي لقرونٍ طويلةٍ ـ لكنَ الحَمْدَ للهِ  لقد أشرقتُ الشمسُ ولمْ تغبْ طويلاً.

لذا ينبغي للظلمِ أَنْ يتوارَى خجلاً من ردودِ أفعالِ أصحابهِ فلم يُعدْ لهُ مكاناً بيننا إلا في خيالهِ، فالظلامُ هو الظلمُ الذي يمثلهُ الباطلُ، والقِصَصُ كثيرةُ مُنذُ بدءِ الخليقةِ (منذ هابيلَ و قابيلَ وفعلِ الأفاعيلِ) ومن هنا بدأ الصراعُ السجالُ بينَ ظلِ الحقيقةِ، وظلامِ الباطلِ واضحاً جلياً، لكنهُ مُعادٌ بشكلٍ خفي، حتى صار للإثمِ والآثامِ بيننا صوتُ ودويُ، لذا صُمتْ أذانُ البعضِ منا لا لشيء إلا لكثرتِها وغرابتِها، والوقتُ يضيعُ سُدى ولا شيءَ يتبقَى لحياةٍ كريمةٍ مِلؤُها الإيمانُ والقناعةُ، ومن أجلِ ذلكَ وذلكُم حاولوا إِشغالَنا عن القضايا الرئيسية  ـ أيامَ الحكمِ الجاهِلِي في العصرِ الذي كُنا نظنُهُ العصرَ الحجرِي من قسوةِ العقولِ والقلوبِ التي تحجرتْ وقتَهَا لدى العُميانِ ـ فقد كان الوقتُ يضيعُ في الخلافاتِ والانقساماتِ وإهدارِ الأموالِ بينَ هذا وذاكَ، ومِنْ بعدِها المحاكمِ (أَمَا السِجْنُ وأَمَا المستشفياتُ، أو الاتجاهُ نحوَ العالمَ الآخرِ، نحوَ الآخرةِ، ولاشيءَ خلافها) وقليلاً ما كانَ  الشُرفاءُ يعودوُنَ إلى الحياةِ، فقد سُجن النبُي  يُوسُفَ قبلَ ذلكَ، وكانَ السجنُ أحبُ إلى نَفسِهِ مما يدعوُنَهُ إليهِ.. وَي .. وكأنَهُ يعيشُ الآنَ بيننا!

ونعودُ نحنُ إلى حديثِنا فنقولُ وباللهِ التوفيقِ: بعد أَنْ نعوذَ باللهِ من النفاقِ والتأفيقِ أو التلفيقِ، إِنَ الصراعَ يبدأُ بين خلفيتَينِ لصورةٍ واحدةٍ حينما تتغيرُ الأنفسُ وتتبدلُ الوجوهُ إلى وجوهَ كثيرةٍ بإنوفٍ طويلةٍ تضعُها في كُلِ شيء دونَ إذنٍ مِنْاَ حتى يَفْقِدُ الشيءَ محتواهُ ومعناهُ إلى أَنْ يأتيَ اليومُ الذي تضيقُ فيه المرآةُ بمنْ فيها من الوجوهِ المزيفةِ، وخلفياتِهم الكثيرةِ المتعددةِ والمتجددةِ فتنكسرَ فتنثرَهُم أشلاءً ما بينَ بقايا أنفسٍ وحُطامَ صورٍ مزيفةٍ لوجوهٍ ملتويةٍ ملونةٍ بألوانِ الطيفِ، كلما أتي المطرُ في الصيفِ، على غيرِ عادتِهِ في بلادِنا العربيةِ، تجدهُم يُسْرِعُونَ الخُطى فيباركُونَ هذا ويؤذُون ذاكَ لا لشيءٍ سِوَى مَلءِ الجيوبِ، ومن قبلِهَا المناصبَ، ولا بأسَ فإِنَ الشَرَ يحملُ في ذاتِهِ سببَ هلاكِهِ. وفي رأييِ أنا .. لا بدَ للشرِ أَنْ يحملَ في ذاتِهِ سبباً لهلاكِهِ لتُوجَد الدِراما التي دُونَها ما وُجِدَتْ الحكايةُ، ولا رويتْ هَذهِ الروايةُ.

لذا تطولُ الحكايةُ في كلِ مرةٍ عندما يتصارعُ الأخيارُ والأشرارُ  ـ  فالأخيارُ يُفضلونَ النصر منذُ البدايةِ، والشرُ يتعضلُ بالشياطيِنَ من أعوانِهِ، كأصحابِ الذممِ الخربةِ الذينَ لا عهدَ لهُم ولا يخافونَ اللهَ في الدفاعِ عن الباطلِ من أجلِ المالِ بحجةِ رزقِ العيالِ ـ لكنَهُ الحرامُ وآسفاه!

ويقسمون باللهِ، كذباً، وتناسوا، قوله تعالى: (وَاللَّـهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ ﴿٢٠﴾) ([1]). ويُضَيْعُونَ الحقَ، وهو (اسمُ اللهِ) الذي هُو أسمَى وأعلَى من كلِ شيءٍ خلقَهُ، ويُدْخِلُونَ بطُغْيَانِهِمْ وبشهودِ الباطلِ أصحابَ الحقِ في السجونِ وأَعْيُنَهُم تفيضُ دمعاً، وقلوبَهُم تفيض حُزناً وتثُورُ دماً، والسُفهاءُ يَخْرُجُونَ منها فرحينَ بِمَا ظلموا  ـ يَخْرُجُونَ منها ليظلموا من جديدِ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِ العظيم، وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ، هو مولانا، ينصرُ مَنْ ينصرهُ، ويخذلُ مَنْ يخذلُه. ونحمدُ اللهَ أنهُم شريحةٌ وليسوا كُلَ شرائحِ المجتمعِ!

إن انكسارَ الضوءِ في مرآةٍ  مكسورةٍ  يعكسُ الصورةَ على غيرِ حقيقتِها، لذا أنظرُ دومًا في مرآتي ـ أنظرُ في أعماقي ـ أراني حزيناً  لفقدِ الكثيرِ في دُنيا ألهوَى والجوَى والنوَى، فكُلُ شيءٍ انكوَى، وفي العمقِ انزَوَى، وأَرى الحزنَ يقتلُ أَحشائي،  ولم يبقْ لي مِنْ حُشَاشَاتِ قلبي سِوى الرمقْ، هكذا دوماً أعاني لكثرةِ بحثي عن نفسي والنقاءِ والصفاءِ، حتى أُصِبْتَ بالإعياءِ وكثرةِ الأمراضِ التي حلتْ علي بصنوفٍ مِنَ العذابِ، ككتابتِي التي أَكتُبُهَا وكأني أكتبها بمكواةٍ  .. فراشها قلبي  .. ونفسي وجسدي المُسجى.

ولأنهُ لاشيءَ يحجبُ النورَ إلا الحوائطَ الصماءِ، المكونةُ من اللبناتِ الظلماءِ، نكتبُ عليها مُرغمِينَ أَحيانا .. أهٍ .. أين أنت أيها الأملُ، كيف يحجُبَكَ الجبلُ، وتقولُ كُلُ شيءٍ جُرِحَ وانْدَمَلَ .. .

قلبِي لم تنتظرُ إليَ هكذا؟ .. والجراحُ في النفوسِ مازالتْ تقيحٌ، تُرَى الأجسادُ بالموتِ تستريحُ وتُريحُ .. أهٍ .. كيف يُشْفَى المرءُ، والشفاءُ هَربَ من دمهِ، بعدمَا حاولوا إماتةَ مِعْصَمِهِ، كيفَ يموتُ المرءُ والموتُ ليس بيدهِ، وكيفَ وكيفَ .. وقد صلينَا في مسجدِ الخيف،ِ ونودُ بقيعَ الغَرْقَدِ.

قلبي وعقلي .. لا زالتْ هُناكَ خواطرُ كثيرةٌ تجول بخاطري .. لا بدَ مِن حلِها كي ألتمسَ الراحة التي أنشدُهَا .. لكنَ مِثلي لا يجدها إلا في الكتابةِ بالنونِ والقلمِ ليخطَ أرقَ الكلمِ!

ماجستر: أحمد إبراهيم مرعوه

 ([1]) البروج : 20

وسوم: العدد 884