خواطر فؤاد البنا 891

اقتناصُ الفرص

من الأمور التي يتميز بها الأذكياء الطامحون، قدرتهم على اكتشاف الفرص التي قد تثوي في قلب التحديات، ومسارعتهم إلى اقتناصها بحرفية عالية، حيث يعرفون من أين تؤكل الأكتاف ويمتلكون المهارات المناسبة لاصطياد الفرص المتاحة، واستثمارها على الوجه الأمثل بما يحيلها إلى رصيد مقدر في ابتلاء الحياة.

وبهذا الصدد يقول شاعر عربي:

إذا هبت رياحك فاغتنمها

              فإن لكل خافقة سكون!

************************************

صناعة السعادة

ما أسعد من يسلكون أفضل الدروب نحو القلوب؛ لأن الصالحين يَسعدون بإسعاد غيرهم ويبتهجون بإبهاج من دونهم!

وهناك من تضم جوانحهم قلوبا تكتنز الكثير من العواطف الجياشة والمشاعر النبيلة، لكن ضعف عقولهم لا يُمكّنهم من اكتشاف أفضل الطرق ومعرفة أنجع الوسائل لإسعاد غيرهم.

ومن هنا فإن صناعة السعادة تحتاج إلى عقول ذكية وقلوب نقية؛ بحيث تتضافر الأفكار والمشاعر في إبهاج الغير وجلب الفرحة لهم.

************************************

التحجج بالأقدار!

تعاني شخصيته من وهن شديد ولا يتمتع بأي فعالية في صناعة الحياة؛ نتيجة قلة وعيه وضعف إرادته، لكنه لا يتردد عن تحميل رياح القدر مسؤولية ما آل إليه!

فهل رأى هذا وأمثاله رياحاً في الطبيعة تجرف صخوراً من الجبال أم ذرّات من الرمال؟!

فكن قويا فاعلا كالجبال، ولا تكن ضعيفا كذرات الرمال

************************************

حينما يرتكب حكام الغرب أخطاء في حق شعوبهم، فإنهم يُكفرّون عن هذه الذنوب على حساب الأغيار ولاسيما المسلمين، وقد رأينا أن استطلاعات الرأي حينما تبين تراجع نسبة الذين يؤيدون الزعيم الفلاني أو الحزب العلّاني، فإن هذا الزعيم أو ذاك الحزب يقوم بغسل أخطائه الداخلية عبر ارتكاب خطايا خارجية تمنحه العفو والرضى، وفي هذا السياق وجدنا أن دماء المسلمين وثرواتهم وكرامتهم يتم استثمارها في مواسم الحملات الانتخابية لجلب أصوات الناخبين في كثير من البلدان الغربية.*

*وهذا الأمر ليس بجديد على الغربيين، ومما تحكيه كتب التأريخ الأوروبي أن ملكاً برتغالياً يدعى جون قام سنة ١٤١٥م وفي الذكرى الثلاثين لتوليه العرش بغزو مدينة سبتة المغربية، وذبح جيشه الآلاف من المسلمين ونُهبت دورهم ومتاجرهم بتأييد من البابا الذي اعتبر هذه الجريمة حملة صليبية مباركة، وتم تحويل المسجد الكبير إلى كنيسة، وتفاخر الملك جون بأنه قد غسل يديه الخاطئتين بدماء الكفرة، الذين لم يكونوا إلا المسلمين المسالمين الآمنين في بلدهم!!

************************************

طبائع الأشرار

الشخص الشرّير نبتة خبيثة وشجرة زقّومية انغرست في أرض فاسدة، فقلبه مليء بالحقد والكراهية للآخرين، ينظر شزراً بعينيه إلى الناس ويراهم من خلال عقله بازدراء، ولا يزال يفكر كيف ينال منهم!

يستطير قلب الشرير شرراً على من يختلف معهم بل من يختلفون عنه، وتستطيل يده على حقوق من يستطيع منهم، وتسعى قدماه إلى الآثام بدون تردد، إذ يتأبّط شرا حيثما حل أو رحل !

وبالطبع فإن الشرّير لا يخلو من خير، فقد ألهم الله كل نفس إنسانية فجورها وتقواها، ولكن اكتناز جوانحه لمشاعر الكراهية والازدراء لغيره تقوم ببعثرة رصيده من الخير، ولا تزال شمس فجوره تسطع على ماء تقواه حتى تتبخر وتصبح مجرد سراب قد يعجب الأعين ولكنه لا يروي الأنفس!

************************************

بحيرةُ الدم المسلم

يَسبح العالم الإسلامي في بحيرة من الدم، ومن الواضح أن روافدها التي تصب فيها، ثلاثة:

الأول : الطغيان الفرعوني للزعماء الذين يحكمون بلدان المسلمين بالحديد والنار، فيقتلون الرجال ويستعبدون الذكور، حتى لا يُسبح أحد بحمد غيرهم!

الثاني: الاستبداد الغربي الذي ما فتئ ينقلب على قيم الديمقراطية في كل مرة، ويريد أن تظل بلدان المسلمين مخزنا لمخلفاته الثقافية وسوقا لمنتجاته الاقتصادية وحلبةً لاستعراض عضلاته العسكرية حتى يخيف بها الصين وروسيا والهند واليابان!

الثالث: قيم الجهل والظلم وسط الشعوب الإسلامية، والتي أحالت التعدد الديني والعرقي والطائفي والمناطقي والقبلي إلى حقول باروت؛ مما أعطى للأعداء إمكانية صناعة قنابل موقوتة منها، ويتم تفجيرها حينما يظنون أن مصالحهم مهددة!