أليست هكذا هي الحياة ؟

لا تبتأس وفكر بهذا السؤال:

أليست هكذا حياة الرجال؟ قدوم وترحال، وانتقال من مكان الى مكان، ومن حال الى حال ، تارة افراح وتارة أهوال، تارة خيبات وتارة آمال.

ويبقى السؤال أهكذا يستمر الحال؟ أهكذا هي الحياة، من يرمي لنا طوق النجاة، وينقذنا من الممات؟ يكبوا ويعثر الرجال، والفاشل من لا ينهض منتظرا المآل، وهذا سوء حال، ليس لمناقشته أي مجال.

تذكر ان الكبوة عبره، والنهوض تبصره، قل: يا رحمن يا منان، وشمر عن الأبدان، انهض بنفسك وباشر بعزمك، ولا تستجير بغيرك.

ان خانك لسانك من التعبير، تذكر كل له قدره، وبيد الله المصير، هكذا هي الحياة.

....

لم يحن الفوات، لكن هذه هي الحياة، رجل ثري ينام على فراش وثير، ورجل فقير ينام على حصير الغالبية تحيا في زمن عسير، وليس لنا سوى الله نصير، فلا تتحير ولا تيأس، لا تحزن ولا تعبس.

هكذا هي الحياة.

...

أياك وكلام الجاهل، اسمع كلمة حق ولا تكن غافل: في هذه الزمن السافل، كظل عصفور زائل، مبتعدة تنأى بنفسها والفضائل، وتقترب الكبائر والرذائل، فكر بعمق في هدفك، وعين الوسائل

عسى ان تحصل على فتات الغنائم، هكذا هي الحياة.

....

نعيش الحياة مثل غصن مائل، تتلاعب به رياح الباطل، وتضيع بين العدل والظلم العوازل. لكن تبقى منزلة الإيمان من أسمى المنازل.

هكذا هي الحياة.

.....

لنجعل من المنطق هالة لعقولنا ، ونزيل ظلام الجهل عن قلوبنا، ليكن كلام ليلنا باق لا يمحوه النهار ولا يثنينا عن قول الحق جدار، مهما ظلم السلطان وجار، فالشعب موج هدار، والزمن دوار، والعار لمن ظلمه وأي عار!

هكذا هي الحياة.

...

ما يضرك شيء أيها حكيم ، أن بدأت الامور تستقيم؟ ووجدنا بلسما لجرح اليم، لا يوجد سيدي شعب عقيم، ولا توجد أمي عاقر، فلتعوا بصوت الحق المنابر. ان اجهضوا احلامنا الصغيرة، تبقى أحلامنا الكبيرة، احلامنا في التغيير، انها معركة المصير.

هكذا هي الحياة.

وسوم: العدد 1037