سيف العدالة صدأ في غمده

ذكر الثعالبي" ذم أَبُو نصر الْحِمصِ رجلا فَقَالَ" لَهُ لحية التيس، ونكهة اللَّيْث، وَصَوت العير، وَخلق الْبَغْل، ولؤم الذِّئْب، وبخل الْكَلْب، وقبح القرد، وحرص الْخِنْزِير، وزهو الْغُرَاب، ونتن الظربان". (يتيمة الدهر5/37). بهذه الصفات هم قضاة العراق، افول: اعطني قضاءا نزيها، اعطيك وطنا بلا فساد.

من يرتكب الذنب الكبير، يمهد الطريق لدخول السعير، فرقت الأمة اشنع تفريق ومزقت الشرع شر تمزيق يا قاضي الأرض سيحل بك البلاء، ويلك من قاضي السماء، كم من فاسد حكمت له، ومن بريء حكمت عليه، خلعت جلباب الشرف، ولبست جلباب الترف، خالفت السلف، وأرعبت الخلف..

سيف العدالة صدأ في غمده، والقاضي حائر يده على خده، قد ترك ميدان العدل ورشده، وخان مع الله عهده، سلم للسياسي كرامته ومجده، لا هو شاعر بخنثه يمينه وعهده، ولا هو عائد الى عقله رشده، لا يسترد سعيه وسعده، ولا ماضيا في تحقيق قصده، لا هو شاكرا ربه، ولا مسبحا بحمده، ولا هو معترفا بهزيمته، ولا شعر بفقدان عزيمته، لا هو اعترف بنكران وعده، ولا مسلما الأمر لمن بعده.

اسمع ايها القاضي الدحال، كلما اقتربت من سماء المروءة خطوة، جفلت وابتعدت عنك أميال، وكتاب المجد إن سطرت به سطرا، محاه وقال هذا أمر محال، ما شهدنا من خيرك شيئا، بل شهدنا سوء الخصال، مرامنا الحق وهو عز الطلب، فنفذ مطلبنا يا عديم الأدب، فقد رأينا منك العجب، تزكي كل من هب ودب، وتمد يد العون لمن سلب ونهب، الشرف ليس طبعا يكتسب، الظالم يستحق اللعن والسب.

لا حباك الله نلت اسوأ الرتب، أعلنت الباطل وأخفيت السبب، ستكشف حقيقتك يوما للشعب، ويعرفك من في الوطن ومن اغترب، دجال من فنون الشيطان اكتسب. ناصر الحق في جحره احتجب، فلا يثيرك العجب.

اذا الشعب ثار يوما وغضب، سنذيقك كما أذقت الأبرياء الندب، يا ابن حمالة الحطب؟ نزول خطوب السماء فيها العجب، لا تنفع فيها مواعظ وخطب، علامكم غدرتم بهذا الشعب؟

بقضائك كشفت المستور، تقاتل الحق ورمحك مكسور، لا مشكور سعيد ولا مبرور، الفاسدون جار وانت بحبلهم كالكلب مجرور.

القضاء في بلدي جرذ مرتعش، يرى الميليشيات فيرتعد وينكمش، حنث القضاة باليمين، فويلهم من غضب ربٌ العالمين.

ما جال في العقل والخاطر، ان القضاء وليس الزمان جائر. زاد في تراكم الزفرات والعبرات، قضاء الفساد والكوارث والأزمات، اوقد في حشا الأبرياء زفرات وآهات، تركت في القلب حزازات، أمهات ثكلى وايتام وزوجات، لا يعرفوا ان كان الرجال على قيد الحياة أم أموات، يصببن على القضاء اللعنات، أصواتهم مستجابة الدعوات

قضاء العراق هيج المواجع، متى لطريق الحق يا ترى راجع؟ أراه في محراب ابليس خاشع؟ تسيره المزايا والأهواء والمنافع.

ما رآك من رآك ، الا وقال ان الله قد ابتلاك، أحمق وجاهل ما أبلاك!

يا ابن نطفة عاهرة، قد ابتلاك الله دنيا وآخره.

وسوم: العدد 1040