إذاية الخلق حرام

رغم جمال الفضاء التواصلي مع خمائله الإنسانية الراقية ، إلا أن بعض لسعات العقارب الآدمية،  تسلع وتترك غرز إبرها السّامة في أجسام البرايا ،  دون رحمة ، تنهش نهش الكلاب الضّالة  كل عابر.

يمرّون على صفحتك فينفثون  سمّهم  القاتل ، يمرّون على تعليقك ،  يتركون خبث لسانهم السّوقي ، كأنّهم  من  طينة  الخبال والقذارة .

إنّها طينة بشرية غريبة ، تسوّد الواقع ، تلبس نظارة سوداء ، تحجب عنها آثار الجمال ،  لو شمت العبير لقالت ، إنّه رهج وسمّ .

و لو ذاقت الطّيب لقالت ، إنّه حنظل ، طعمه مر ّ، أناس نرجسيون ،  بلا رأيّ ولا وجهة ، ينعقون مع كل ناعق، 

يشغلون خدمة المرتزق المأجور .

لا رأي  لهم غير تتبع آثار العاملين ، يمتهنون  مهنة المفلس ، الذي  يهدي حسناته للغير ، إن كان له حسنات ،  فعجبا لأمثال هؤلاء .

إن الحسّ الإنساني يقتدي احترام الآخر ولو كان مخالفا لي ، في الوجهة أو القناعة ، فالأذية وسوء الخلق ، تسوّد الصحائف ، وتعدم المودات ، وتفك الأواصر المجتمعية . 

لا أرى شيوع  قوانين الغابة في التواصل الاجتماعي  يحقق الغرض ، فحمل الغير بالعنف اللفظي  ، للحلب  في الإناء ، لا أراه  يحقق أهداف التواصل   ، حتى نقول أن سلوك الحيوان أرحم وأرفق من سلوك هؤلاء القوم  النشاز .

و قد قيل في الحكم : 

( لا تقهر أحدا لتسعد نفسك ، ولا تظلم نفسا لتبرر أخطاءك ،  حاول دائما لتبني سعادتك ،  بعيدا عن إذاية الآخرين )

حسب المعتدي هذه الآية الكريمة 

قال َالله تعَالى: {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}

من سورة البقرة الآية  190 

فمتى يصوم النّاس عن إذاية الخلق ؟! 

وسوم: العدد 1058