سعادتي بين الأطفال

بَحْثٌ عَنِ السَّعَادَة ، ِ فوجدتها عِنْدَ حِضْنِ الْأَطْفَالِ ، وفِي زَوَايَا الْأَقْسَامِ ،  وفِي رُفوفِ الْمَنَاضِدِ ،  وفِي صَفْحَاتِ الْكُتُبِ ،  الْمُزَيِّنَةِ بِالصُّوَرِ.

 وَجَدَّتْ سعادتي حِينَ أَكَوْنِ بَيْنِ أَطْفَالِيٍّ ، فِي سَارِّيَّةِ الْعَلْمِ وَهُمْ يَنْشُدُونَ فِي اِتِّزَانٍ ، وبِأَصْوَاتِ مُتَنَاسِقَةِ نَشِيدِ الْعَلْمِ. 

فَكَمْ هِي جَمِيلَةُ حَيَاة يُزَيِّنَهَا الْأَطْفَالُ  ، بضحكاتهم بِأَصْوَاتِهِمْ المتناسقة ،  وبحركاتهم المتزنة .

تزيّنهم  براءةٌ عفويةٌ  في غير  تكلّف  ولا تَصنّع ، تراهم يمرحون كالفراشاتِ ،  تزهُو بين الأزهارِ ،  نعانقُ الطّهر والصّفاء ، بقلوبٍ  يسكنها البِشْر. 

 أُنَّ الْحَيَاةُ مَعَ الْأَطْفَالِ تكلّلها  السَّعَادَةِ الْغَامِرَةِ ، فَكَمْ تَطِيبَ النَّفْسُ حِينَ تَكَوُّن بَيْنَ الْأَطْفَالِ !  لَيْتنَا نَتَعَلَّمُ مِنهُمْ الرِّقَّةَ والْوَدَاعَةَ والْمُسامَحَةَ.

وهي الأيّامُ تخطفُ منّا  أنسا عشناه بينّ الأطفالِ ، سرقت منّا قلبا حوَى طفولتَنا  ، حوَى شقاوتَنا البريئة ، أذكر حين كنّا نتخاصمُ بلَا حقدٍ ، نعقد الصّلحَ  بلا قاضٍ أو حَكَم .

ما ضرّنا لو عدنا لأيام زهونا،  نعاود رسم  بسمة  ، زينت محياّنا الباسم  يومًا ما  ، ما ضرنا أن نعاود القفز والغناء .

نظلّ نحلمُ أن تعودَ الأيّام لمربعِها السّابقِ ... ولكنّها لا تعود  ، لكن مثلي يصرّ أن يحملَ أنسَ الطّفولة في بساط  الرّيح ،  لترافقَ الحفيدَ  إلى شيخوختي إنْ طالَ العمر  .

وسوم: العدد 1058