من لطائف الأذواق

لسنا نعيش في عالم معزول ، ولكننا نعاشر من نألف  ، وأحيانا نعاشر من لا نألف .

نعاشر فننتثر التبر ،  نهدي البشائر ، فلا ربما تفتحت  أكمام الزهور في الأراضي القاحلة .

كم نتوجع في المجالس ، فنصبر ، ربما  انشرحت  القلوب المقفلة ، فتخرج لنا نسائمها  طيبة ، ولا أحد يدري .

لا نخاصم ، لا نبسط الأذى ، فكم بعيدا أضحى قريبا ؛  بات قريبا من قلوبنا ، فعوامل الزمن تحمل البشائر والمسارات .

المهمّ أن نبذر الخير في كل بقعة ، نزرعه  في كل شبر ، فخراج القلوب ليس بأيدينا ، يكفينا أن نبتسم ، فنشرع الأبواب ، فلربما وافد ينتظر .

يكفي أن نقول خيرا ، ونزرع خيرا ، فالأرض الطيبة تخرج خيرها،  تبعث نفائسها ، فتشرح الأفئدة ، وتلين القلوب المقفلة ، فعطر النسيم ينعش الأرواح ،  يفتح المطاليق.

ليتنا ندرك أن الحسن يترك آثاره في النفس  ،  ولين الكلام  مثل  الماء الزلال الطيب ، يسحر الأرض  فتبتسم ، وكذلك فعل كلّم الطيب في نفوس البشر .

يقول الله تعالى : ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)﴾

[سورة فاطر]

وسوم: العدد 1066