همسات القمر (10)

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

مدّ اليدين أيها القمر السابح في سجى ليل مدلهم *

في صدري خلجات و همسات .. في نفسي آمال و ذكريات

دعني أجلس بين يديك يا بدر السماء .. كطفلة ثرثارة لا تكتفي بمجرد البكاء

دعني يا قمر .. فلأنت أنيسي في هذا السفر .. و لأنت خير من يمسح عن نفسي الكدر

* عندما نعجز أن نلامس قطرات الماء المتساقطة بعذب هطولها .. وعندما يقف حاجز بيننا وبينها فلا ندركها .. ترتد زفراتنا الحرى إلى أعماقنا ،لتصنع أمطارا خاصة بها ، لكن شتان ما بينها و بين أمطار السماء العذبة الرائعة.

* تتردد الأحلام و تتطاير الأماني .. و نحن بينهما ندور بلا قرار .. إلى أن نستيقظ على واقع يجعلنا نتمنى الفرار

* عندما تتعالى غيمات الفرح .. تأخذ معها مشاعرنا و أحاسيسنا لتحلق في سماء البهجة والحبور ...ثم لا تلبث أن تمطرنا سعادة لا نعرفها أو نشعر بها إلا عندما يتسلل الرضى ويستكين في دواخلنا و كياننا .

* صحيح أننا لا نستطيع إدراك المشاعر بالحواس التي تعلمناها .. و صحيح أنها شيء معنوي قد نعجز أحيانا عن تفسير كنهه ..كيف جاءت .. و كيف ترعرعت ..و كيف نمت بذرتها حتى أنبتت زهرة تنشر عبيرها في أرجاء نفوسنا

لكننا نستطيع أن ندرك .. أنها إن كانت صادقة ، فليست عرضة للذبول أو التلف أو النسيان .. حتى و إن تراءى للعيان بعض من الخمول قد اعتراها ..ما هو إلا من عوارض الزمن التي قد تعاكسها أحيانا ، أو تقيدها أحيانا أخرى بسلاسل لا يمكن دفعها أو كسرها . 

خلاصة القول .. تبقى المشاعر الصادقة راسخة رسوخ جبال متشبثة بأرضها حتى الفناء

كلنا نمقت و نذم من ينتهج مبدأ : " الغاية تبرر الوسيلة" *

لكن لا أدري لماذا البعض عندما يريدون تحقيق غاياتهم الخاصة ، يتناسون مقتهم ونقدهم لهذا المبدأ البغيض ، و يسلكون أي سبيل لتحقيق أهدافهم ، بغض النظر إن كانت نزيهة أم تفتقد إلى النزاهة .. عجبا من زمن التناقض الذي نحيا !!

عندما نتجول في شواطئ الذكريات .. تمور أمام أعيننا بوارق و لمحات *

تفرحنا طورا .. تشجينا طورا آخر

و نظل في تقلبنا بين نعيمها و شقائها نرواح ضحكاتنا و دموعنا

يا ترى .. كيف سيكون شكل ذكرياتنا القادمة ؟

* أهو الضعف يتملكنا و يزرع إحساس يأسه فينا عندما تتغلغل بذور ألم في غفلة منا ؟

أم أننا فقدنا بوصلتنا فأصبحنا نتخبط كضرير في شارع مزدحم يبتلع في سيره كل من يقف أمامه ؟ 

هو القلم ذاته و لكن *

أحيانا يطاوعني و يسعدني

أحيانا يعلن تمرده و يجرحني

أحيانا ينأى بوجهه و يهجرني

أحيانا لكثير نظم يدفعني

فيا له من قلم