إلى إخوتي الثلاثة

إلى إخوتي الثلاثة

خديجة بوخراس

نداء وحُداء، شوق وحنين إلى دفء العائلة الواحدة والبيت العامر الحصين.

كنا ثلاثة إخوة توأم من أب واحد وأرحام مختلفة، شكلنا ولوننا تبع لتنوع فروعنا، 

والدم الذي يسري في عروقنا والروح التي تخفق بالحياة في أجسادنا جزء لا يقبل التجزيء لوحدة جينات أصلنا المشترك. 

أخي الأول من أم عربية، الآخر من أم مسلمة والأخير من أم إنسانية، 

لا تتعب نفسك بالحساب فأنا الثلاثة والثلاثة أنا، ثالوث جامد لا يقبل القسمة على أي رقم.

اندس بيننا في غفلة من الزمن وفي زحمة الانشغال بأمور الدنيا وأسباب المعاش، 

ثعلب ماكر وسوس لإثنينا أن أخانا الثالث يختلف علينا في العرق والدين 

فاطرداه تُريحا روح والدكما في قبره وتنعما برضا ربكما.   

طردناه وبئس ما فعلنا، وبعد حين استفرد بأخي الأول، نفث سمه في روعه، 

أنت صاحب الدار وأجدادك استأنسوا هذا الدين تحت قوة السيف، 

اطرده وتخلص من ماض أتعب من سبقوك عد إلى قوميتك ولذ بعرقك تنجو، 

افترقنا كل في طريق أمسينا ثلاثة إخوة ألذ أعداء.

هذا إهداء ونداء، حنين وشوق، إلى إخوتي الثلاثة أبكي في كل يوم أشلائي الممزقة المتفرقة بينهم، 

قلبي نبض الأول وروحي نفس الثاني وجسدي جوارح الثالث.

عودوا رجاءً...، عودوا رجاءً إلى دفئ العائلة الواحدة وحضن البيت العامر الحصين، 

عودوا إكراما لرحم دافئ لم يضق بأحدنا، وثدي مدرار لم ينضب في حلق رضيعنا، 

وصدر حنون لم يبخل بحبه على عاصينا قبل صالحنا، 

عودوا إجلالا لوحدة الدم الذي يجري في عروقنا، 

إكبارا لتلك الإشراقة النورانية السابحة في سديم السماء وسط الثريا التي تهفو إليها قلوبنا وترنو إليها عيوننا 

كلما ضاقت بنا السبل وغلب الألم الأمل وطغت الأحزان وسلب السقم عافية البدن.