في سوق العطارة

في سوق العطارة

درب الأثر

م. هدى الجمل

هو درب قديم وعتيق للعطارة فى ضواحى مدينتى يعج بالمارة وتعلو فية اصوات البائعين من هنا وهناك ويصيح هذا وذاك اعطنى هذا وخذ هذا فالكل مشغول بعملة دائب علية يريد رزق يومة اما انا ففى هذا الدرب امشى بخطى مسرعة كتفى بكتف غيرى من النساء اللواتى يردن شراء مستلزماتهن من العطار وبينما انا اسير بخطى مسرعة لمحت شيخا كبيرا وجهة بشوشا ويعلو جبينة شموخا وعزة يجلس امام عطارتة ويمسك بعصاة يتوكأ عليها فقلت علنى اقترب منة فاقتربت منة وسألتة عن ما اريد وجدتة يستمع جيدا لطلبى ويقوم بإعدادة بمنتهى الدقة

فعجبت لامرة شيخا كبيرا يوجد فى دكانة وحيدا لا يوجد من يساعدة ويصر ويعمل بمنتهى التحدى فوقفت لة وقفة اجلال وتقدير فهو الحاج على ذلك الشاب الفتى الذى افنى شبابة فى رعاية اسرتة ووصل الى هذا السن الكبير وهو ما زال يكافح ويكابد ويصر رغم سنة وتعبة فاحببت فية ذلك الاب الحنون والشيخ المثابر وودت لو انى اجلس بجانة جلسة نتجاذب فيها اطراف الحديث واستمع لما يروية عن ذلك الزمن الجميل الذى مضى بكل ما فية من جمال وارتشف من خبراتة فهنيئا لك يا حاج على بهذا العمر الطويل المبارك فية ادام الله عليك الصحة وبارك لك فى عملك وجعلك ممن يظلهم الله فى ظلة يوم لا ظل الا ظلة .