لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا

عهد هيثم عقيل

منذ أيام أود الكتابة, لكن لم يسعفني الوقت لذلك ..

أبدأ بكتابة سطرثم لا ألبث أنهض من مكاني ملبية نداء طفلي الحبيب "محمد"

ربما أتذمر بعض الشيء لكونه لا يدعني وشأني بل يظل متشبثاً بي طوال الوقت إلي أن ينام وإن تركني, فدقائق معدودة ربما بلِعبٍ يلهو به أو أنشودة تروق له ..

لكني والله أجد نفسي من أسعد الأمهات برزقي هذا المولود الحبيب..

فكم من امرأة تنتظر طفلاً منذ سنين يملأ عليها بيتها, وكم من زوجين كريمين تاهت بهم الطرق لجلب طفلٍ لحضنهم الدافئ, وكم من فتاة تريد الزواج لتحظى بنعمة الإستقرار وتعيش معاني الأمومة الرائعة..

أقاوم تذمري بذكر محاسن تلك النعمة العظيمة, الإنجاب!

ولعلي لذكر محاسنه وسرد روائعه, أحتاج أياما, لكنني أستوقفني سؤالٌ هنا..

لماذا نرى الدنيا دائما بسوداوية مطلقة وننظر إلى مافي أيدي غيرنا من نعم؟ ولا نركّز إلى ما في إيدينا من نعم وبركات وروائع!!؟

أقصد باستفهامي..

أنت يا أمنا الغالية وإن كنت "لا تنجبين" , عليك ألا تستسلمي لأحزانك وأشجانك, بل ركّزي على مئات الإيجابيات التي تحيط بك من كل جانب..

اشغلي ذاك الفراغ العاطفي "الأمومة" بكل ما يرضي الله عز وجل..

لديك الوقت الوفير لإنجاز العشرات والعشرات من الأعمال العظيمة لأمتك ووطنك عوضاً عن طفلٌ يشغل ليلك ونهارك ببكائه وتعليمه ولهوه..

أدري أن الأمومة شيء مغروس فيك فطري حميمي, لكن عليك أن تدركي أن لله حِكماً عظيمة لا ندركها، {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} . [البقرة: 216] .

ولعل في ذلك الخير الكثير الوفير لك ولإشغالك بأشياء "عظيمة" رائعة تخدم دينك , أمتك ووطنك وتكون سبباً في دخولك الجنات بل الفردوس بإذنه..

فهنيئاً لك صبرك وإيمانك وحسن تعاملك مع تلك النعمة التي يظن البعض أنها نقمة!!

لا والله فمن أحسن التعايش معها وأخلص وجهه لله, جعلها تعالى باباً من أوسع الأبواب لدخول جنته بإذنه جل في علاه..

ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا!