يدي على قلبي، قلبي على...

يدي على قلبي، قلبي على...

إبراهيم جوهر - القدس

اليوم أكمل خمسا وخمسين عاما من عمري الذي لا أدري عدد السنوات المتبقية فيه.

لم أكن أنتبه لمثل هذا التاريخ في الأعوام السابقة! حقا لم أكن.

اليوم أنتبه، وأتوقف، وآمل، وأخشى...

هي محطة للمراجعة السنوية؛ المحطة الأكبر بعد المحطات الصغيرة اليومية

(المخدة محكمتنا اليومية) قالها (مريد البرغوثي)  في (رأيت رام الله) واليوم محكمتي السنوية؛

سنوات تفلّتت من بين الأصابع ملأى بالهموم، والأحلام المتكسرة، والخيبات، والخيانات الكبرى العامة، وخيانات(الأصدقاء) لطيبة قلب.

وداعا لخمسة وخمسين عاما ثلثها جهل، وثلثها الثاني نوم ومرض، وثلثها الثالث ألم وتحسر ووجع ومكابدة ...

وداعا لما مضى، ومرحبا بما هو آت...( أبحر أيها الشيخ، وواجه المصاعب عند حلولها...) ، شكرا (همنجواي).

 

الأجواء السياسية العامة في البلاد ساخنة تماما؛ أجواء حرب يسعى اليمين الإسرائيلي المتطرف لارتكابها على عادته دائما هروبا، واستخفافا، واستعراضا للقوة العسكرية .

برد قارس في الجو الطبيعي؛ برد خيّر.

حرارة جنون وانفلات أخلاقي عسكري في الجو؛ حرارة دمار وقتل وتشويه.

 

اليوم قلت للمحامي النشط (زياد الحموري): لا أستطيع حمل عنزة أخرى، فاعذرني.

 

مياه كثيرة تدفقت في الأنهار، وأحبار كثيرة أريقت على الصفحات ونقلت الأحاسيس والأفكار.

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله....

ليت الفتى حجر، ليت الفتى شجرة.

 

انقضت خمس وخمسون، فكم تبقّى في العمر من شقاء، وهموم، و(ماعز)؟!!

قلبي على القادم،

قلبي على أوراق الاقحوان ؛ أخشى عليها الاصفرار والموت.