مياه بيضاء وقلب مثلها

مياه بيضاء وقلب مثلها

إبراهيم جوهر - القدس

د منذر أشهب – القدس طوق الياسمين – متلازمة القدس – مياه بيضاء – صبرا وشاتيلا في 16 أيلول

محمد وهواية تربية الحمام ،

المياه البيضاء في عيني اليمنى ، والمفاجأة الاحتفالية الجميلة من الأبناء بالعيد التاسع والعشرين لزواجي ...

عناوين أفكار أردت أن لا يصادرها الانغماس في الكتابة ، شكلت يومي منذ الصباح الباكر حين توجهت عند السابعة إلى عيادة الدكتور (منذر الأشهب) في شارع الرشيد بالقدس . الزيارة تخص ابني (محمد) الذي يهوى تربية الطيور والحمام منها بالتحديد . الحساسية في عينيه من الحمام أم الغبار ؟ المهم أنه لم يقتنع بمغادرة هوايته .

فحص الطبيب عيني اليمنى فطمأنني بوجود مياه بيضاء تقتضي عملية (بسيطة) كما قال . الحمد لله أنها بيضاء بمثل بياض القلب والطوية !

صباح القدس الباكر هادئ . لا كثير حركة . القدس تنام في الليل والصباح . فجأة اخترق شارع صلاح الدين تظاهرة رفع لافتات وهتافات لطلاب إحدى مدارس المدينة . سارت التظاهرة بهدوء وانتهت .

(متلازمة القدس) مرض نفسي يصيب من يزورها فيشعر بقوة وكرامة وإيمان .

ليست الأمراض مذمومة دائما .

(القدس طوق الياسمين) صفحة تناجي القدس على الشبكة العنكبوتية . الياسمين يذبل ويشيخ ، وربما أصيب بتلف أو فساد ، لكن القدس تزدهي بهدوئها وسحرها مع مرور الزمن .

مساء فاجأني الأبناء (إياس ورئاس ومحمد وآية) بكعكة وشموع وقهوة ، وكل عام وأنتما بخير ....قبل تسعة وعشرين عاما بدأنا ببناء العش الحالي أنا وأم إياس . وقتها كنا شبابا يتدفق حيوية وأملا . آمل أن نكون قد أدينا رسالتنا كما يفترض رغم مشاق الطريق العديدة المحفورة في الذاكرة ، والجسد .

قرأت في مجلة (الكرمل الجديد) الفصل المنشور من رواية الكاتب (محمود شقير ) التي حملت عنوان (فرس العائلة) . نقل الكاتب بدايات الانتقال من حياة البداوة إلى الاقتراب من القدس لحمايتها . شخصيات الرواية تعشق القدس والحياة .

ثم انتقلت لأنهي رواية (ضحى) للكاتب (حسين ياسين) . ضحى الفلسطينية فقدت الحياة الحالمة بكل حياة حين خرجت من الوطن .

تسعة وعشرون عاما مرّت كلمح الحياة ...

ثلاثون عاما مرّت على مجزرة العصر كلمح الدم .

حال (ضحى) أشقاني وهي تحكي ألم الناس في الغربة .

(فرس العائلة) لم تتخل عن فارسها ...

القدس كانت هذا الصباح هادئة وهدوؤها يحكي ...