الناس تتوق للفرح

إبراهيم جوهر - القدس

يوم (الجنون) هذا اليوم بنهاره وصباحه ،وليله حتى سحره!!

يوم إعلان نتائج امتحان الثانوية (التوجيهي) ؛ يوم لهدر المال ، وللإزعاج ،والخطر . خطر المفرقعات وخطر الإطلالة من السيارات !

ضحى اليوم شاهدت الظاهرة للمرة الأولى في بيت لحم وفي القدس ؛ فتيات وفتيان يطلون هاتفين هتافا بلا معنى!! من جهات السيارة الثلاث ؛ من الجانبين والسقف! وهم يهتفون بفرح (وووووووووووو ...ووووو )!!

اليوم أدركت أننا لا نملك هتافا للفرح . نريد هتافا نعليه في أوقات الفرح رغم قلتها !! على الأقل في مثل هذا اليوم .

مساء كان الشاعر المظلوم (مطلق عبد الخالق) على مائدة ندوتنا الأسبوعية .

اليوم أدركت أننا لا نستفيد من تجاربنا في النقاش بالمستوى المطلوب . يلزمنا المزيد من وضع النقاط على الحروف . يلزمنا الكثير من التواضع ، والنوايا الحسنة.

سألني بعض أصدقائي : هل ستواصل كتابة اليوميات في (رمضان)؟

نصوم في الشهر المبارك عن أشياء ليست الكتابة من بينها ... صديقي (محمد خليل عليان) وهو يشفق عليّ من تعب يدريه بحكم التجربة قال: التزم الهدوء والراحة ، وابتعد تدريجيا عن الكتابة اليومية .الدكتورة (إسراء أبو عياش) أيدت الاقتراح .

( حين تجمّع عشرات الشبان الفلسطينيين محتجين على قرار سيطرة شركة استيطانية على بناء عربي قديم في يافا لم يجدوا هتافا يناسب الموقف ! قالت "امتياز ذياب" بدأنا نغني: "ادلّع يا عريس وعروستك نايلون"! المهم أن نقول شيئا ...شبابنا لم يجدوا اليوم ما يهتفون به سوى : ووووووووووووووووو و "ترشرش"! )

ضاقت شوارع القدس الضيقة اليوم وهي تشهد حركة نشاط وفرح .

هتفت الحناجر في السيارات ،

وصدحت الأغاني من آلات التسجيل ،

وأطلقت أعداد لست أدريها من المفرقعات ...

الناس تتوق للفرح .

غدا أول أيام شهر رمضان. أصوات المفرقعات والأغاني تعلو... ربما ستتواصل الاحتفالات حتى وقت السحور.