عن القدس والبدايات والإهمال

إبراهيم جوهر - القدس

تعود الأمور إلى بداياتها أحيانا . والبدايات المخزونة في الذاكرة وفي الثقافة المتوارثة يلزمها الكثير من التشذيب والمراجعة .

اليوم توفي الطفل الذي فرمت ساقيه خلاطة الباطون الضخمة !

قبل يومين رافق الطفل أباه وقام بتنظيف الخلاطة فداسته الجنازير ....نهمل دائما . لا اهتمام كاف بأمننا الذاتي ، فلا عجب أن يواصل ( المعنيون ) العبث بالأمن الحياتي بجميع مكوّناته للناس !

لا طيور هذا اليوم . الطيور ماتت هذا اليوم ! اختفت بغضب احتجاجا .

بعد عودتي من مشواري الصباحي إلى بيت لحم مرورا بتجربة الفحص والتأخير كان لا بد من إنهاء قراءة ما ينتظرني .

رواية ( من الشاطئ البعيد) أضحت تحت السيطرة والتقييم .

وصلتني قصة الكاتب ( محمود شقير ) الصادرة عن مؤسسة تامر في رام الله بعنوان (بنت وثلاثة أولاد في مدينة الأجداد ) .

( أبو خالد) يواصل تقديم إبداعاته الجميلة للكبار والصغار . في (بنت وثلاثة أولاد) يأخذ الكاتب قراءه الأطفال إلى المغامرة والتخطيط والتفكير والبحث ...لينتصر العمل على التفكير الشرير المنقول عن المسلسلات الغربية !

( ليت منهاجنا التعليمي يبنى وفق ما يراه مبدعونا ...)

حاورت إحدى طالباتي موجّها في محاولة للسيطرة على ( الأدرينالين ) المتفجر وهوى التقليد التلفزيوني ....

أمس سأل الصحفي ( زعل أبو رقطي ) عاشق الكتاب ( فهمي الأنصاري ) : لماذا لا يوجد شعراء في القدس يكتبون لها ؟!!

( زعل ) لم يعدّ لسؤاله الإعداد الكافي ...ألم يسمع ب : ( فوزي البكري ، ووائل أبو عرفة ، ورفعت زيتون ، ومعتز القطب ،وأحمد عطاري ، ورياض عبد النبي ، وبكر زواهرة ، ولؤي زعيتر ) ؟!!

سألتني الكاتبة الصحافية ( سما حسن ) عن القدس في ما أكتبه وما لم أكتبه ...وحددت الإجابة المطلوبة في حدود 300 كلمة . التحديد لزوم مراعاة المساحة المسموحة ...( المساحات تضيق دائما ، وما كل المدن ولا كل الأفكار تقبل التحديد أو الاختزال ) .

اليوم افتتاح مهرجان ( يبوس ) ؛ القدس مصدر إشعاع ثقافي وحضاري .

أنا في هذا الذي ذكر كله ، ولست في شيء منه .