كرة القدس من قداسة ودموع

كرة القدس من قداسة ودموع

إبراهيم جوهر - القدس

لعبة كرة ؛

كرة القدس من قداسة وذهب ودموع

محايدا ظل النهار .

غابت أصوات ، وحضرت ذكريات . صباح ملفّع بالترقب والانتظار .

انتظرت على طريقة العاشق الكسول .

انتظرت مطرا يغسل بلاط القدس ، وشوارعها ، وفضاءها . تمنيت مطرا يهطل بغزارة ليمحو آثار الغبار ، والصراخ ...

( تمنى ذاك الكسول أن يجمعه الله بليلى ، وأن يوفّقه بلقاء يحلم به ، وأن يرسل غيمة تغسله ....!! )

ما كل الأماني تأتي . ما كل الأماني تكون .... ( لا كانت أمنيات العاجزين القاعدين )  يقول لي صوت من أعماق روحي لحظة تجلّ ومصارحة .

(نحمل أضدادنا في دواخلنا ...ألهذا نتعب ، ونحتار ، وننتظر ؟!! )

ويسأل آخري الكامن بسخرية وتشفّ : ومن يغسل الرسائل السياسية التي أرسلت في الفضاء ؛ عقد جلسة للحكومة في الشيخ جراح بالقدس ؟ و" احتضان " الهتاف العالي للقدس ؟ ومفرقعات ملوّنة  علت فضاء القدس ؟

أترك الإجابة لذاك المنتظر ، فلا ( ممحاة ) لديّ .

أسير في الحيّ المقدسي ؛ أمشي فوق طرق متهالكة ، وأحاذي عربات قمامة لم تفرغ محتوياتها ، وأمرّ من طرق ضيقة ...القدس هنا ليس كما هي هناك ...

اعترف ( أولمرت) بأن القدس ليست موحدة ، وبأنه أهمل (مهمة) توحيدها .

أقرأ (فتوى) جديدة ل(مفتي) التطرف (عوفاديا يوسف) تمنع على اليهودي علاج (غير اليهودي) يوم السبت ، ونصح بالتضحية بحياة المريض وعدم التضحية ب(قدسية السبت) .

لعبة كرة ، هذه الدائرة اليوم .

تطلق كرتك ليردها مقابلك ... كما الحياة تماما ؛

في الحياة الإنسان هو الكرة ، وفي القدس ( القدس ) هي المقذوفة في الفضاء تنتظر من يتلقفها ليسدد .

...(الكرة الآن في ملعب حماس ) ،  ... لا ( الكرة الآن في ملعب فتح ) ...

الكرة حائرة تسأل : في أي الملعبين أنا ؟!!!

كتب صديقي الشفّاف ( محمد خليل عليان) : كنت قبل 27 عاما من بين محرّري صفقة التبادل (1985 م.) ؛ والدة محمد تعرف الله في السماء ، وأحمد جبريل في الأرض . هي لا تعرف ( لعبة الكرة ) بل تنتظر إنجازا على أرض الملعب (!!!) فلا يهمها مع من الكرة الآن !

زرت مباركا تخرج إحدى قريباتي فأخبرني زوجها بقصة حجزه في مكتب السفر من القاهرة . قال : طلبت من الموظفة الحجز للسفر إلى القدس ، فسألت مستغربة : أين هذه القدس ؟!! يوجد رحلة القاهرة – تل أبيب .

القدس في مكتب السفريات أيام (مبارك) لم تدرج على قائمة السفريات ...

القدس ( كرة) ، هل هي كذلك ؟ يسألني ذاك المتربص بكلماتي في داخلي .

نعم ، هي كرة ، أقول له ، لكنها من ذهب ، وقداسة ، وتاريخ ، ودموع ، وصدق ، ووفاء .