إنني أسدلتُ فوق الأمس سِتراً وحِجابا

سمر مطير البستنجي

إنني أسدلتُ فوق الأمس سِتراً وحِجابا

سمر مطير البستنجي

أيها الأمس المخلّد في جَزعي:

مُحتمل الجنون مني قد دَنا.. وازددتُ كيل وجعٍ.. وقتَ اقترنتُ بكَ واهمة لأُنجب من صُلبكَ بنيّات عاقرات متحجّرات تغذّت من نزفي وربَتْ في ظلّ ضعفي كذكرياتٍ عابثاتٍ موجعات .. عاديات في الضحى ..مُغيرات في الصبح..مؤرّقات  في الظلام....نقيعُها يحارب النور المتسلل الى زوايا حدقتي..وشرّها يهدّد الدلال في عزّ صبوتي... فنأت بحِملها النفس حتى ألقَت ببهجتي وتخلّت.....

فيا ماضٍ تجرّأ على روحي ومهجتي..!

تَنحَّ ودع عنك نفسي.. ودعني اغنّي مواويلي للآتي وهمسي..

 فلقد تعلّقت بأحلام تجاوزتني طولا وعرضا..وعشقت الوجود فما برح عشقي يخالجني..ونذرت للقادم نفسي، فلتقرا قبيل الرحيل على روحك السلام وعلىّ بسملة التحرير والخلاص..فمغلّظّة أيمان اللارجوع..مرفوضة سنن الركوع..ولن أُلدغُ مرتين من جحر الخضوع....

ويا أيها الأمس المتجلّط  في شرايين خاصرتي:

الى متى..؟!

الى متى سأضلّ أُصلّي خلف أمسيَ المُنصرم..اعتنق مذهب الشتات وأبقى له من التابعين..أتقوقعُ في محراب الزمن العتيق المنقوشة على جدرانه صحائفي..أُقدم فرائض الطاعات لوحدتي..

وأغتصب حرائر الروح واحمل الى يوم يُبعثون وزر خطيئتي..؟

فما ضرّني لو أصبحتُ اليوم في عِداد الناكرين لأمسهم..وأمسيت عن تعاليم وجعي من الغافلين..؟!

فيا أرقاً تمادى على عذارى رمشي

ويا قصصا فاضت بآلام ماضيّ وأمسي

يا وهما استباح روحي وحسّي..

يا بقايا البوح المجدّل بالأنين وهمسي

يا قلبا مسّهُ الهمّ وطالهُ دبيب يأسي

إليكم بالنبأ اليقين:

 إنني أسدلت دونكم ستائر النسيان ..وضربت بيننا بسورٍ باطنه رفض وظاهره عذاب ..فما عادت النفس تهوى احتطاب الآمال من يَباس أشجاركم،،ولا شرب الماء الآسن من مستنقعاتكم..ولا تنفس الهواء المكتظّ بالسموم من أنفاسكم... فغروب الروح قد دنا وهدّدا..والأفول قد تدانى وتوعّدا..والنفس ذات الرجع أعياها النداء..والروح ذات الصدع قدّدها الشقاء..والريح ذات الصرصرِ  مزّقت أشرعة الرجاء..

فيا سامع النداء في عَلني وهمسي..!

دعني انعم بقطيعة من الماضي وأمسي..لأحيا في ظلّ أحلام لا مقطوعة ولا ممنوعة ..فساعدني يا مولاي كي أتبرأ من أعقاب رجسي..وأعتنق التفاؤل فلا خاب  فيك ظنّي و حدسي.. فما عدت احتمل ما ذاقته نفسي. .

فدعني اسعد بالآتي..

فهل غدا سألقاك يا سَعدي وأنسي..؟

أغدا ألقاك حقا يا وحي الأمان وأُنسي..؟!

فسلام عليّ الى حين ألقاكَ يا وعدي ُوحين أُبعثُ حيّة من تحت خيبات أمسي. 

فيا أشباح وهمٍ تغذّت باسم الحظّ من دمي ..

يا جنيّات سراب شوّهت بأظافر الذكريات جيد الشباب وتطاولت على ألقي وأُنسي...

يا أيها المؤتمرون المتآمرون باسم الوصاية على أمري ونفسي..

نادى منادٍ من لدنّي بقتلكم فلا ناجيَ لكم اليوم مني.

فأنا منكم براء وانتم في حلٍّ مني،،...فسيحوا في مشارق الأرض ومغاربها أحرار طلقاء فلقد عفوت عن نفسي..وتجاوزت عن سيئاتي..وكفرت بمذهبكم وما عدت أخشى سطوتكم ولا كل ما طواه أمسي..

اذهبوا..فلقد تاقت للصفاء للأفراح للانشراح للانطلاق نفسي

..فدعوني في صبابتي فلقد غدوت من حظّي قاب قوسين وأربى بعدما عزّ اللقاء..

فاذهبوا أشياع ماضيّ بكل أشتاتي ورجسي ودعوني ..

فأنا منكم براء وانتم الطلقاء ..دعوني واذهبوا فأنتم الطلقاء..

ولتعلموا..يا كل أتباع التأسيّ انني قد أسدلت فوق أمسي سترا وحجابا..

انني أسدلت فوقكم وأمسي سترا وحجابا..

انني أسدلت فوق الأمس سترا وحجابا..