أربع سنوات مرت على الثورة.. ماذا بعد؟

أربع سنوات مرت على الثورة.. ماذا بعد؟

محمد كساح

ها هي أربع سنوات 

أربع سنوات مرت علينا كأنها الأحلام .....

لقد كبرت طفلتنا حتى أتمت أربعة أعوام 

سقيناها من دمائنا ، وأطعمناها من أجسادنا 

كنا نخاف عليها أن تموت و تنضب منها الحياة 

و نحوطها بأيدينا نخشى سرقة السارقين و عبث العابثين

أربع سنوات جعلت كل سوري يعاني مصيرا محتوما :

إما الى الجنة شهيدا مسربلا بالنور 

أو الى المعتقلات مكبلا بالقيود والأغلال 

أو نازحا يعاني آلام البعاد و ذل الغربة والتشرد

أو محاصرا مضيقا عليه ..... و ما أدراك ما الحصار ! ثم ما أدراك ما الحصار !!

كنا عند انطلاقة الثورة فتيانا ذوي قلوب بريئة 

ولكنها كانت تحمل في ثناياها معان جبارة و عواطف ممتلئة جياشة 

كانت لنا نفوس كبيرة تسعى من أجل التحرر سعيا حثيثا و تنطلق كالسيل الجارف لا يوقفه شيء 

كانت أحاديثنا عن الثورة معينا لا ينضب ونبعا لا يجف ماؤه ولا ينقضي عطاؤه

أجتماعاتنا الشبابية طمحت لتسطر في تاريخ سورية الحديث صحائف الحرية والكرامة والعزة والمجد 

ومظاهراتنا الشعبية سعت لكسر قيود العبودية التي عاشها آباؤنا و أجدادنا ....

ثم شاء الله لنا أن ندخل مرحلة جديدة 

حمل هذا الشباب الطري الناضر سلاحه بيده ... وزأر في وجه الباغي ... لقد أتعبته الملاحقات الأمنية المريرة 

و عذبه عنف النظام و قسوته على الثوار وأهليهم و افتتح مرحلة العمل المسلح عارفا أن الحديد لا يفله الا الحديد 

و توالت أيام الله علينا بين كر وفر وهجوم ودفاع 

حتى أتممنا أربع سنوات ... عشنا خلالها أحداثا جساما ما عاشها آباؤنا و لا حلم أن يعيشها آباؤهم من قبلهم 

هذه الأحداث صنعتنا رجالا صبرا على المكاره ذوي طموح وارادة لا تقهر الا من طوحت به شهواته فتنازل عن مبادئه طمعا في سلطة أو رغبة في مال 

تمنينا و حلمنا ... وسعينا بعض السعي 

أخطأنا في أشياء ونجحنا في أشياء 

عانينا ومانزال 

و لكن هل سنصل ؟ 

الأمر بيد الله من قبل ومن بعد ... ثم يتوقف هذا على مدى استيعابنا و تطبيقنا للرسالة العظيمة التي حملنا ربنا 

انها رسالة الاسلام ....