هجرة إلى موت دون وطن

عهد هيثم عقيل

إلى من تتركون سوريتنا يا أهل العزائم؟!!

إلى من وكّلتم أمرها بعد الله وبِتُّم غير مباليين بما يحصل أو سيحصل لها!!

كل سوري وسورية بل كل مسلم ومسلمة عليهم أن يضعوا أنفسهم رهن تلك المسؤولية

ولو تخاذل كلٌّ منّا وتواكل على غيره, فمن يبقى، من سيبقى لبناء سوريا وجيلها من جديد؟

من سيقف بكل صرامة وقوة دفاعاًعن أرضه قبل أن تسلب منه على أيدي الشيعة المتجنّسين؟!؟!

أين الحرية والكرامة التي نُنَدِّدُ بها وقامت الثورة دفاعاً عنها؟ ونحن نذيقُ أنفسنا الذلَّ والهوان بأشكاله بحجة "اللجوء الأجنبي" على متنِ مراكبِ الموت!

أموالٌ طائلة تُدفع وتُبّتزّ، كرامة تُسلب تحت رحمة "المهرِّبين"، طريق يتضمَّنه الموت بشتى أنواعه وأخيراً وليس آخراً، قلوبُ أُسَرٍ تخلّف عنها رَبُّ العائلة ومعيلُها بعد الله.

وبعدَ سفرٍ طويل تكونُ المصيبة الكبرى بعدم التأقلم مع الوضع الجديد وصعوبة لمِّ الشمل مع الأسرة المخلّفة، وإذ يلتمُّ الشمل فبعد إرهاقٍ للأعصاب ومشقة.

يؤسِفُني جداً أن أرى عدد المهجّريين وبالتحديد السوريين، يتزايدُ يوماً بعد يوم، وأنوّه، كلماتي هذه موجهة "للمهجّر" الغير مضطر!

ولن يكونَ مضطراً إلا بانقطاع أسبابِ المعيشة كلياً أو بانعدام شتى الطرق للحياة الكريمة إلا بتلك الطريقة، عندها نستطيعُ القول بأن سوريا وأهلها سيسامحوك اضطراراً منك على الهجرة.