بم أفكر ؟

ثناء كامل أبو صالح

ثناء كامل أبو صالح

يسألني الفيس بوك ..

صراحة ..أفكر في إلقاء جهاز "الآيباد".. ومن شرفة البيت, وليهنأ بعدها بما سرقه من حروفي, ما دمت لا أستطيع استعادتها منه .

التكنولوجيا ..التي طالما رفضتُ أن أستبدل القلم والورق بها فأستأمنها على كتاباتي, خشية أن أعتادها فتبعدني عن القلم.. اعتدتُها أخيراً فأورثتني الهم وأوردتني الكثير من المقالب, وكان فجر اليوم آخرها

تريدون الحكاية ؟؟

منذ أن بدأت مراكب الموت رحلاتها الظالمة القاسية, وأنا أتابع أخبارها على القنوات واليوتيوب والنت, بقلب تمزقه أحداثها وبدعوات مبللة بالدموع, متمنية لو ملكت يداً تطال كل من ينوي ركوبها فتمنعه بالقوة, وكل من ساهم في تجارتها فتشنقه على سارية مركبه .

وينال مني القهر والعجز فيمنعني عن تحقيق أمنيتي تلك, وتتضاءل الأمنية وتتضاءل لتقتصر على كتابة حروف فقط ..علها تساعد في تنبيه المخدوعين اليائسين.. لكني وفي كل مرة أبدأ بالكتابة تخذلني أفكاري وتأبى أن تخرج إلى النور

حتى كان فجر اليوم.. فامتنع عني النوم رغم حاجتي إليه, فتناولتُ الآيباد القريب مني أخط فيه الأفكار التي تدفقت مسرعة ألهث خلفها .. حتى إذا قاربت الانتهاء, لاحظت خطأ في إحدى الكلمات فأردتُ تصحيحه.. فإذا بالصفحة كلها تختفي .. كيف ؟ طبعاً ما عرفت وباءت كل محاولاتي في استرجاعها بالفشل, حتى إذا يئست أخيراً, قررتُ النوم .. لكنه أيضاً جفاني, فقمت إلى الفيس بوك أتقصى الجديد من الأخبار ليسألني كعادته .. بم تفكر ؟

وها أنا أجيبه, ولكن على الورقة وبالقلم ..

فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .