العيد... وورق الصبار

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

dr.abdulghani56@yahoo.com

dr.abdulghani56@hotmail.com

تاقت نفسي لعيدفقدته

منذ ستين عيدا

في الغربة يمر العيد علي

ولا أجد من يقول لي أيامك سعيده

على الأقل قبل هذا الزمن بثلاثة عشر عيدا كان هناك من يقول لي مبارك عيدك

كانت حبيبتي بجانبي وبناتي زغب قطا وأبناء يلتفون حولي بالعيدا

يأتي عيد وبعده عيد وأنا أجلس وحيدا

لابد من أشتري حلويات العيد ومن النادر أن يتناولها أحد في العيدا

كل يوم آكل منها ولا تنتهي حتى يأتي بعدها العيدا

لافرحة تلم بي ولا ضحكة طفل من أبنائي أراها في كل عيدا

تتراكم الهموم على قلبي

وتثقل الأوجاع في جسمي

والدمع يملأعيوني

والبعد عن الأوطان يكاد يقتلني

هرم الجسم واسودت شعيرات جسدي

وزحطت عن رأسي كلها

وترعرعت أشجار الهموم في جسدي

وأصبح الصبار وأشواكه جلد جسدي

فقد كان من رقة حبيبتي بي في تهنئة عيدي حريرا ملبسي

ووردة جورية حمراء متفتحة من لمسة حنان من إبنتي

وقوة في عضدي من ابن لي عندما يقبل يدي

ومنذ سبع سنين مرت ذهب الحرير والجوري والحنان عني وعن حولي

ولم يبق إلا ورق الصبار وأشواكه على جسدي

كنت أبحث عن مكان في جبل الصنوبر والسنديان

لعلي أهنأهم ويهنؤوني بهذا العيد

على حدود وطني بين تركية والشام

كنت أحلم بنصب خيمة هناك في المنطقة الحرام

لعدة أيام .

وطبعا أملي هذا ذهب في مهب الرياح

والسفينة لاتزال تهبط إلى قعر الماء

لتحط هناك غرقى في بحر الغربة والحرمان

ربما وجدت نوعا من الحنان في رمضاننا الكريم هذا

من أخوة وأصدقاء

جليل قدرهم علماء الأمة تثقل الأرض وزنا من عطفهم

أقول لهم مهنئا بالعيد . وكل عيد كل عام وانتم بفضل الله بخير

ودوامكم في أقلامكم حبا لهذا الوطن الغالي

لكم مني كل تحية ومبارك عليكم وكل أيامكم أعيادا

وأزهار الربيع

في كل عيد