وحي الصدور 47

معمر حبار

[email protected]

وحي النحل ووحي الانسان.. ربك أوحى للنحل، فقال .. "وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ"، النحل - الآية 68.. فأطاعت وحي ربها، وامتثلت له.. فكانت النتيجة .. ".. يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ.." .. فهي من طيب إلى أطيب ..

وأوحى ربك للإنسان .. فعصى وتكبر وتجبر.. فهو الآن .. يخرج من لسانه السموم.. ومن يديه القبائح.. ويسعى برجليه للكبائر .. فهو من خبيث إلى أخبث.

الأخلاق قبل الألقاب.. إقرأ معي هذه الآيات البيّنات..

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا"، مريم - الآية 51

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا"، مريم - الآية 41

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا"، مريم - الآية 56

وقل معي .. الأخلاق قبل الألقاب.. والصدق والإخلاص قبل الشهادات ..وأخلاق المرء تسبقه .. وترفعه قبل الوظيفة والمنصب.

نعمة عدم الإجرام.. قال تعالى.. "قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ"، القصص - الآية 17..

من النعم.. التي تستوجب الشكر الدائم.. أن لايكون المرء.. عونا للمجرم..

ومن النعم..  المعينة على عدم مساعدة المجرم.. الدعاء بذلك..

فكيف بمن دعا للمجرم.. وأمسى مجرما.

الأم.. سيّدنا الطفل موسى عليه السلام.. بعد أن كان مهددا بالقتل .. وهو في المهد صبيا.. يسخر له ربك..

مرضعة.. وهي أمه الطبيعية.. وتتقاضى أجر الرضاعة .. والحماية والرعاية .. من زوج فرعون..دون أن تدري أنها .. أمه الحقيقية الطبيعية.

وأمه التي ربته وتوسلت إلى فرعون أن يبقيه ولدا لها.. فأصبغت عليه  بكل النعم..

وفرعون.. الذي عاش في قصره.. معززا مدللا .. يعيش في خيراته ونعمه.. وبأمره وحمايته ورعايته.

فساد.. هامان .. يمثل الفساد السياسي.. وقارون .. يمثل الفساد المالي..

وحين يتزاوج الفساد السياسي.. بالفساد المالي.. ينجبا طفلا مشوها، إسمه.. فرعون .

محراب.. قرأ إمام صلاة الصبح.. لنهار اليوم .. قوله تعالى.. ونادته الملائكة وهو قائم في المحراب..

من أراد أن تناديه الملائكة.. وتكون أقرب منه دوما، وتعينه..
فليكن في محراب علمه.. ومحراب أخلاقه.. ومحراب فضائله.. ومحراب سموه وعلوه.

من أخلاق الشورى.. قال تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”، آل عمران - الآية 159.

الشورى جاءت نتيجة، رقة القلب، والعفو، والاستغفار، والتوكل على الله تعالى. ومن أراد أن يحسن الاستشارة، فليحسن العفو والاستغفار والاتكال على الله، وليكن رقيق القلب، وبقدر إمتلاكك لهذه الخصال، تكون نتيجة إستشاراته.

إعدلوا هو أقرب للتقوى .. العدل أساس التقوى، ومن أراد أن يكون تقيا، فليكن عادلا. وإقرأ قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"، المائدة - الآية 8