وتغادرين..

ثناء محمد كامل أبو صالح

ثناء محمد كامل أبو صالح

[email protected]

"غادرتني ابنتي جمان مع صغيرتيها صفية وسمية بعد زيارة دامت شهرين قصيرين .."

وتغادرين ..

وأنكفئ إلى ذاتي ألملم ما تبقى من أجزاء قلبي الثلاثة ..

سابقاً كنتِ تغادرين وحدك فأبقى أياماً أعاني ألم الفراق, حتى أعتاد أن أعتاده

واليوم تغادرن .. ثلاثتكن معاً.. ترى كم من الأيام.. من الشهور يلزمني لتعتاد روحي فراقكن معاً !!

بيتي هادئ هادئ, أكاد أسمع فيه نبض قلبي

أدور في جنباته..ألملم ما تبقى من أشيائكن..

عربة ألعاب سمية ..فيها لعبتها منكفئة على وجهها كأنما تعاني الفراق أيضاً, وتأبى أن ألمح حزنها

وبيت صفية .. مختبئ تحت السرير ينتظر أصابعها تقيمه, لتستغرق في ترتيب أثاثه بهدوء ودقة, وكأنه حقاً بيت العمر

ويا لعمري الذي يضيع بين فراق ولقاء

 

أنظف بيتي..وأعثر على آثار الحبيبتين ..

بقايا قطرات حليب الصغيرة سمية المتناثرة على أدراج الخزانة

وبصمات حلوى صفية العالقة على بابها

أمسحها ببطء وكأني أضن بها أن تزول

رباه .. أما لهذا الفراق من نهاية ؟؟

أشتاقكم جميعاً .. ولما يمض على الفراق ثلاثة أيام

أشتاقك يا حبة القلب.. أشتاق صباحك المبتسم .. أشتاق قبلتك السريعة وضمتك الحنون

 أشتاق حياء صفية وهي تمنحني خدها عن رضا لأنال قبلة الصباح

أشتاق الفرح المتألق على قسمات سمية وهي تلصق شفتيها بخدي.. تقبلني بطريقتها الخاصة

أشتاق النداءات على أولاد الخال من أعلى السلم

أشتاق الضجة واللعب والغناء .. والصراخ والعناد

أشتاق حتى الفوضى المريعة والدائمة

أنا في شوق لهذا كله, ولما يمض بعد على سفرك بضع أيام .. فكيف بباقي أيامي ؟؟

أعرف أن ألمي قد يذوب في عجلة الزمن التي لا تتوقف

لكني أعرف أيضاً أن شوقي لن يتوقف

رباه ... أما لهذا الشوق من نهاية ؟؟

شيء واحد فقط يعينني على تحمّل كل ذاك

أنك تعودين إلى زوجك المحب وبيتك الدافئ

اللهم يا رب أدم الود بينهما, وارزقهما سكينة النفس وطمأنينة الفؤاد, وأعنهما على التربية الصالحة, وأرني فيهم جميعاً ما تحبه أنت وترضاه.