التجربة أكبر برهان

التجربة أكبر برهان

م. عز الدين سلامة

[email protected]

تتولد القناعات لدى الإنسان أكثر إذا ما عاش التجارب والأحداث واقعاً عملياً ، فعلى مدار ما يقارب  سبعة  وعشرين عاما ونحن نتابع مسيرة حركة المقاومة الإسلامية حماس بجناحيها السياسي والعسكري فلا نرى إلا صعوداً لأسهمها وانتشاراً لذكرها وزيادة في أعداد منتسبيها ومحبيها رغم شراسة مكر الأعداء، والمنافسين والحاقدين وما ذلك إلا لأنها حركة ربانية قامت على أساس إيماني وعقائدي راسخ وفكر إسلامي وسطي على نهج المجاهد الأول والقائد الأول محمد صلى الله عليه وسلم ، فرغم الضربات والمؤامرات والدسائس والضغائن نجدها تنمو وتكبر ويشتد عودها " كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ  "  فعلى مدار سنواتها ومنذ نشأتها وجدناها تخرج من كل عاصفة أو مؤامرة أقوى مما سبق ويلتف حولها الناس أكثر مما سبق وعلى سبيل المثال كانت الضربات الأولى من اعتقالات وسجون وإبعاد إيذاناً بانتشارها الإقليمي والعالمي وسماع الدنيا بصيتها ، وكان اغتيال قادتها سبباً في معرفة الناس بإخلاصهم وصدقهم مما زاد في إعداد القادة الوارثين الذين أصبحوا أمثلة تحتذى لكل من أراد النجاح ، وكانت المؤامرات التي حيكت لاستئصالها وحصارها سببا في اشتداد عودها ومناسبة لتكوين نموذج فريد يمكن أن يحتذى به ، وكانت الحروب التي شنت عليها من قبل أعتى قوة عسكرية إقليمية سبباً في اشتداد عودها واكتسابها للخبرات التي أنتجت إبداعاً لا نظير له رغم الفقر والحصار وشح الإمكانات وهكذا تمضي حماس وقسامها على طريق ذات الشوكة " لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم " حتى يتحقق النصر المبين على يديها وتُسيِّر كتائب المجاهدين زاحفة نحو الأقصى  وبهذا يمكن لنا فهم الأيات : " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ  " ،  " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ " بشكل عملي لا يمكن التشكيك فيه.