ناصر يصلي في اﻷموي

الشيخ حسن عبد الحميد

قيل لنا أن عبد الناصر .. العبد الخاسر .. سيصلي في اﻷموي بدمشق .. 

ساقني الفضول لحضور هذه الصﻻة اﻷولى لرئيس الوحدة في بلده .

سوق الحميدية على امتداده وعلى الجانبين عسكري مسلح .. بجانب عسكري مسلح .. 

اﻷموي أغلقت أبوابه .. وصلنا الباب الغربي في المسكية مغلق .. قالوا الباب الجنوبي مفتوح ..

دخلنا الباب الجنوبي وقد حضرت قبل ساعتين .

الزحام هائل والجمهور يدخلون من باب واحد ..

نظرت إلى أعلى جدران المسجد الشمالية وقد عﻻها الشرطة العسكرية بأسلحتهم الرشاشة وطاقياتهم الحمراء ..

حان الموعد ودخل الرئيس وحوله كبار الضباط وقد صنعوا له بأيديهم دهليزا للمرور ..

جلس الرجل تحت قبة النسر وخطب الخطيب والجماهير كلها تريد أن ترى البطل اﻷسمر الذي بايعه رئيسا .. 

واﻷحرى أن يقولوا الرئيس الذي بايعه نفر

 من ضباطنا من وراء الرئيس الشرعي شكري القوتلي .

وأثناء الدعاء سمع صوت يهتف ( الله أكبر ..

 ولله الحمد ...

 فإذا بالمسجد يضج بكامله و ينهض باﻵﻻف ..

وصدق الله جلت قدرته القائل : ( أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إﻻ خائفين .. لهم في الدنيا خزي ولهم في اﻵخرة عذاب عظيم  )

  114 البقرة ...

وإذا بكبار الضباط يأخذون أنفسهم بأيد متماسكة ويجعلون من أنفسهم ممرا يمر به الرئيس بين صفين من الضباط من رتب عالية أقلها المقدم حتى أوصلوه إلى السيارة الواقفة عند الباب الغربي وغادرت إلى قصر الضيافة في أبي رمانة حيث يقابل مواكب المخدوعين المبهورين بأضواء الوحدة ويقفون الساعات الطويلة يهتفون ناصر ناصر فيخرج للشرفة ويخطب ويعيد كﻻما بالعامية المصرية لم نفهم منها إﻻ آيها المواطنون .

فهم الضباط الكبار في المسجد من هتاف الله أكبر ولله الحمد أن اﻹخوان جاؤوا ويريدون شرا بالرئيس أي اغتياله ..

 وهو الذي أعدم العلماء والدعاة منهم أمثال عبد القادر عودة ومحمد فرغلي ويوسف طلعت وسيد قطب وغيرهم الكثير من الدعاة رحمهم الله 

وياليته ماصلى وﻻأتعب آﻻف الجند لحمايته .

 - رحم الله عظيمنا الفاروق عمر رضي الله عنه جاء موفد كسرى فلم يجده في قصره ؟ 

قيل له إنه هناك تحت الشجرة !! 

حضر موفد كسرى ليجد من أسقط دولتين عظماوين نائما تحت شجرة .. عدل .. فأمن .. فنام .. 

 - واذكر يوم غضب الشعب وانتفض وقال قائلهم أردناها وحدة وأرادوها مزرعة وأخذ نائب الرئيس المشير عامر قادة ضباط اﻻنفصال هشام عبد ربه وإخوانه وساقوه إلى الطائرة حيث أقلعت به إلى مطار القاهرة .. وانتهى فصل مؤلم من أيام سوريا .

وسوم: العدد 652