هكذا هي الحياة

مامن أحد الا جرى خلف نبضات قلبه قبل الزواج ، العاشق المتيم ، وزواج الصدفة ، والزواج عن طريق الأم والأخت والأصدقاء .

ان لم يتحرك القلب ويزداد نبضا ، وتتوق النفس الى بناء عش سعيد آمن مستقر وتزداد أملا في بناء خلية في هذا المجتمع تكمل نقصا أو تسد عجزا ، أو قد تكون عبئا على المجتمع الذي نعيش فيه . فانه لن يكون هناك زواج في المعنى المقصود والمطلوب شرعا وقانونا .

تم الزواج ، وبدأت مرحلة الكد والجد والبناء وانجاب الأطفال ، لكل يوم مشاغله ولكل ساعة عمل ، ولكل ، بداية نهاية .

كبر الأطفال وازداد العبء ، وثقلت الأحمال ، فمن الأولاد من يكون حمالا بحق فيحمل عبأه وعبء والديه ، ومنهم من لايستطيع حمل أكثر من عبئه ، ومنهم من يطلب العون . 

هكذا هي الحياة ، تسير بنا ، وأقدارنا تسير معنا وفق قدر الهي محتوم ، وارادة منفذة فذة ، نبني لنسعد ، فالسعادة اذا هي مطلب ولكي نحققها علينا أن نسير بتؤدة وتأن ، وأن لانتسرع في القول والأحكام ، لأن الرجوع في القول ليس مستحبا ، والعزوف عن الحكم يحد من الاستقرار وراحة البال ، فينعت المرأ بالقوال غير الفعال وبالحاكم غير الجاد .

نعود الى الزوجين : جمعهما بيت واحد ، للبيت متطلبات ، ولاستقرار الحياة الزوجية معطيات ، أولها الثقة بين الزوجين والتفاهم وديمومة الحب بينهما فهو نبع العطاء لأن من يحب لايكره ، ومن يحب لايبخل ، والحياة أخذ وعطاء ، وعلى سبيل المثال لا الحصر أقول : اتركوا لنسائكم الحرية في عملهن المنزلي ، اتركوا لهن الحرية في ادارة شؤونهن الخاصة بالمرأة ، تغاضوا عن الكثير مما لاتحب المرأة أن يطلع عليه زوجها ، وان اطلعتم عليه صدفة ، أو عرفتم به ، فلا تصدموها في الاعلان عما كانت لاتريد البوح به . 

سمعت قصة أن امرأة أعرفها متزوجة منذ عشرات السنين ، وتقول : ان زوجها لايعرف أن لون شعرها أسود فهي تصبغه باللون الأشقر ، سمعت القصة ، وصدفة التقيت بالزوج ومن خلال الحديث معه عن المرأة وحسن التعامل معها قال لي : ان زوجتي تظن أني لاأعرف أنها تصبغ شعرها باللون الأشقر ، وباعتبارها مرتاحة الى أن لاتعلمني بذلك فليكن ،واني أعرف أنها تجري عمليات تجميل بالليزر لوجهها ، وأتغاضى عن الخوض بهذا الحديث لأني أشعر بأنها تحب اخفاء ذلك عني ، فليكن ، مادام هذا يدخل السرور الى نفسها ، وما دام المضمر لايخالف شرع الله ولا يخالف العرف فليكن . 

ومن خلال خبرتي في الحياة : أوصيكم بحسن التعامل مع زوجاتكم ، وبالرأفة بهن ومشاركتهن الفرح والسرور ، وتخفيف آلامهن ، وقضاء متطلبات عيشهن ، وأن لاتبخلوا عليهن بالمال ، اشركوهن بمالكم ، كيف تحصلون عليه ، وكيف تنفقونه ، وان طلبت الزوجة مالا فلا تقتروا ، ادفعوا لها ماتطلب لأنه سينعكس سعادة على بيوتكم ، فان اشترت فستانا تلبسه ستسرون بمرآه وان لبست خاتما ذهبيا سيبهركم بريقه ، ادفعوا دائما بالكلمة الطيبة ، ولا تنسوا اطراء جمال المرأة ، فلكل امرأة خلقها الله ميزات جمالية تمتاز بها عمن سواها ، ولكل سن جماليته ومتطلباته ، أحسنوا اليهن فهن عماد المجتمع وأصوله . 

أطلت الحديث سامحوني ( صرخة مجنون ) .

وسوم: العدد 701