الخاتم المسحور

بعد غياب طويل ، عدت أبحث بين القبور عن الخاتم المسحور ، وجدته ، أمسك بيدي وضغط على معصمها وقال : ألا تريد التحدث الى والديك قلت بلا ، وقفنا بين القبرين المتجاورين ، سألني والدي كيف أنتم قلت لامأوى ، ولا وطن ، قال : لما أين الدار التي تركت وأين الأرض التي زرعت ، قلت ضاعت بانفجار صاروخ ، وضربة مدفع ، تهدمت الجدران وتساوت الأسطح مع أرض الديار ، ، قال : لما هذا اليس فيكم من هو رشيد ، يمنع القتل والدمار ، ياللعار ، ياللعار ، ضيعتم أرضا ، ضيعتم وطنا وشردتم في البراري والقفار .

قالت أمي : صبرا لابد من أن تعود الدار وتبنى ، وأن تعود الأرض وتزرع وتغنى . أعدوا عدتكم ، وحدوا صفوفكم ، عودوا كما كنتم يوم كنا ، بأيدينا صرعنا فرنسا وأزلنا الاستعمار . 

أمسك الخاتم بيدي وقال : وداعا أرى السماء ملبدة ، تنذر بقدوم طائرات تحمل وصمة الخسة والعار .

وسوم: العدد 701