عتاب

يابحر لونك لون السماء ، أنت الخير والبركة وسر النماء ، منك الماء توزعه رياح العطاء ، غيوم بالماء تغذيها والى أصقاع المعمورة تهديها ، فتهطل طلا وندى ، ومطرا مدرارا ذو صدى ، تحي الأرض ، وتنبت الزرع ، وتحي مخلوقات ، بكريم عطائك .

حملت الأصحاب وألاحباب ، لتوصلهم الى ذويهم بعد غياب ، سفنك عابرة ، آيبة ومغادرة ، تحمل النفائس وجهاز العرائس ، هذا وجهك الطاهر الخير . 

دنس وجهك الأوغاد بما حملوا سفنهم من لؤم وأحقاد ، حملت السفن الأسلحة للدمار ، وليس للعمار ، حملت الحاملات مطارات وطائرات لقذف الصواريخ وتدمير البشر .

ألست أنت الخير المعطاء يابحر البركة ، أطعمتنا السمك منوعا بأنواعه ، باختلاف طعمه ومذاقه ، طازجا ومعلبا ، محفوظا ومبردا ، في علب وصناديق يهديه المحب لكل عزيز وصديق .

بحليك في الأعماق ، تزينت الصبايا ، باللؤلؤ والمرجان ، بعطائك الا محدود تجاوزت الحدود ، وأعطيت الغاز والكاز ، وبمنصات من أعماقك لفظت البترول ، أسعدت أناسا ، وأشقيت أناس .

أعاتبك يابحر ألسنا أصدقاء ، لما تحمل الينا أسلحتهم ليدمرونا ، لما تحمل الينا طائراتهم وصواريخهم ليقذفونا ألسنا أصدقاء .

جعلت يابحر من صدرك ميدانا ترقص فيه الأمواج رقصة الأعاصير ، فتزهق أرواح البشر .

اليس من الأجدى أن لاتسمح للريح باللعب على صفحاتك الرقراقة لعبة الظالم المعتوه ، فتشب أمواجك جبالا في وجه زوارق المهجرين الذين هجروا من أوطانهم فباتوا دون وطن .

لما أزهقت أرواحهم بموجك العاتي ، قتلت كما السفاح الرجال والنساء الشيوخ والأطفال .

أعاتبك يابحر ، نسمات الريح الهادئة الطرية ، ادخرتها لحاملات الطائرات العتيه ، لما لم تحطم سفنهم حاملة أسلحة الدمار . أعاتبك يابحر .

أيها الفضاء بين السماء والأرض ، تسبح فيك النجوم ، كما يسبح القمر ، هالات واسعة ومجموعات هائلة من مخلوقات الله هائمة فيك ، تبدع في التسبيح بحمدك وشكرك يااله الكائنات يارب العباد ، اليك المشتكى ومنك نطلب العون . 

الهنا جعلت الفضاء ميدانا ، يلعب فيه القتلة والمجرمون يتبارون في قصفنا وتدمير نا ، يتراهنون على اصابة الأهداف براحة وطمأنينة ، فمن قائل أنا اليوم دمرت مستشفيين ومدرسة ، والآخر يقول أنا دمرت حيا بأكمله ، زرعته بالبراميل فجرت بنيانه وقتلت ساكنيه ، يضحك آخر قائلا ، مهلا مهلا سأروي لكم قصتي يوم البارحة قال : 

انطلقت بطائرتي محملا ببراميل من النوع الكبير الحارق ، حلقت فوق أشجار الزيتون ، والرامي بجانبي ، قال الرامي انظر ، انظر انهم يقطفون الزيتون من الشجر ، لا لا لن أترك أحدا منهم ، قال الطيار رشهم بسلاحك ، وسوف أحرقهم مع أشجارهم بالبراميل .

بدأ الرامي بتصويب رشاشه نحو العاملين في القطف وبدأ باطلاق النار الغزيرة ، وكان البشر يتساقطون كالعصافير تحت الشجر ، انتهت مهمة الرامي ، وبدأ الطيار ، توسط الحقل ورمى البرميل تلو الآخر ، علا الحريق ، وشبت النيران ، انتقلت الى الحقول المجاورة ، احترقت الغابة ، غابة الزيتون التي كرمها ربنا في القرآن الكريم ، احترقت مع رفاة البشر .

الهنا السماء سماؤك ، ونحن عبادك ، ارفع القصف عنا ، بقدرتك دمرهم بفضائك وتحت سمائك ، أنت مالك السماء والفضاء ، اجعل سماءك ميدانا لتدميرهم فهم لايعجزونك ، يارب ، اشتد ضيمنا ، وهدرت كرامتنا ، بات أهلنا أشلاء مبعثرة ، وأقرباؤنا مشردون في أصقاع الدنيا ، والبشر يلفظونهم ويسيئون معاملتهم . ضاقت بنا السبل ، وما من مغيث الاك يارب . 

فرج كربنا ، وارفع الضيم عنا ، واعدنا الى أوطاننا آمنين يارب .

وسوم: العدد 702