مُفارقات

في حياة كُلٍ منا مقاييس للجمال نتفق على بعضٍ منها ونختلف على بعضها الآخر، فهناك من يرى أن جمال صورته وتألقها الفتّان يكمن في ظهورهِ على مسرح الحياة مُنفردًا، فتراه يعتني بصورته عناية فائقة، ويزينها بإطارٍ مُزخرف فتّان، ويبذل الغالي والنفيس ليُضفي عليها سحرًا مُميزًا.. ولا يتوانى ذلك المُتعجرف أن يُلقي بستارةٍ داكنة على كل كائنٍ من حوله قد يشوّه تواجده جمال صورته ويخدش بريقها الأخآذ.

بينما تأبى نفوس العظماء التعالي على من حولها، وتنفر من الكِبر، فالعظيم من الناس يسعى لإضفاء ألوانٍ زاهيةٍ ولمسات حانية على من حوله، فتجده يلتفت إلى جذوره بعين الشفقة والرحمة، وترى ذراعه تمتد لانتشال الغارقين في بحور اليأس، فيزيل كُثبان الخوف عن صدورهم ويُوقظ أحلامهم المنسية.. وحينها تشع الابتسامات وتستتر العيوب، وتتآلف القلوب، وبذلك يكتمل جمال صورته وتزداد سحرًا وتألّقاً.  

وسوم: العدد 702