خواطر وذكريات من حلب

مهما كبرنا وطال بنا العمر...يبقى في داخلنا طفل يشدنا إلى ذكريات الطفولة وعالمها الجميل. ..ذكريات حسبنا أننا نسيناها. ...........عالم خير الدين الأسدي الذي أحياه الدكتور ناهد كوسا أعادني إلى سنوات عمري الأولى. ،بذكرياتها. ،وعاداتها ،وتراثها. المادي واللامادي. ..أعادني إلى حارات ،وأماكن ،طالتها يد العمران والتغيير.  فتغيرت أو زالت .....ولكني الآن أشعر بها...بكل حجر. .بكل بيت. ..بكل حارة. .حتى بت أرى وأسمع صراخ ( العربجي ) وهويحاول أن يبعد الأولاد المشاغبين عن عربيته...أكاد أرى الباعة المتجولين ،وأسمع نداءاتهم...أكاد أرى حارس الليل وهو يتجول بين الحارات الضيقة والبيوت المتلاصقة.  يشدو بصوته ليدخل الطمأنينة والأمان في القلوب. .أرى الأطفال يطرقون الأبواب ويهربون ونشوة الحدث. تتملكهم..أكاد أسمع صوت المسحراتي يوقظ النيام للسحور........

وأنا الآن أتساءل بحيرة. ...أهو ضعف الشيخوخة شدني إلى الماضي الجميل. ،أن تلك العلاقة الروحية المتينة التي تربط الإنسان بأحلى أيامه. ..أيام الطفولة ،والبراءة. ،واللامسؤولية.هذا الزمن الجميل الذي كنا نعيشه. .وافتقدناه......

أم أشكر الصدف التي جعلتني أدخل عالم الأسدي الممتع الذي أحياه الدكتور ناهد كوسا..ذلك التلميذ النادر الوفاء وحقق في فترة وجيزه ما لم يحققه آخرون. ....الدكتور ناهدالذي جعل نشر صفحته وخصها بالتراث المادي واللامادي ولكن البعض ـ وأنا منهم ـطمع في رحابة صدره وبتنا نخرج أحيانا عن حدود وخطوط رسمها لصفحته. ..وجذبتنا أحاديث جانبية. وهو وباسلوبه الذكي واللبق. كان يلفت انتباهنا. .....

شكرا لكل من قرأ كلماتي. .وصدقا أقول. ..هذه أول مرة أحاول أن أعبر عن خوالج ذاتيه كامنة طوال العمر. ...وعذرا للإطالة..

وسوم: العدد 704