قناطر ..

عجباً لأمرنا..

نفرح بالصغير وحيثياته، ونتذمر من الكبير بكيفياته!

. فترجل أيها المولود من رحم أمك ولا تخف..

فسوف تستقبلك الأيادي دون تذمرٍ أو ترددٍ..

فقد شمرت السواعد بالابتسامة والفرح لأي سلوكٍ تطلقه بإرادة منك أو غيرها!

في حضور أمي حكاية كلما ابتسمت حجزنا مقاعدنا بالجنة. الكلمة كالقماش فاختر ثوبك الذي تلبسه قبل أن تخرج للملأ. من تواصل بصدقه افترشت له الأرواح مجالسها. الابتسامة لا تعني الطيبة فالأعمال تكشف النوايا. الكل منا يفخر ويفاخر بأول حرفٍ رسمه.. فهل يحق لنا الآن أن ننشر ما اكتنزناه كما كان لتوثيق الحدث؟ يُخبئ اسمها في المرايا فيفضحه رذاذ العطر! كيف للورد أن يُهدي شعوره مرة أخرى؟! لا شهادة لبائع الورد وهو يشتم أنفاسه! أوهنته الحُجج الخاوية، فأثبت للعمر فواصله المؤجلة. من لا يعمل تشدق بالتثبيط. حداء الطين..

إلى كل أبٍ راحل عن هذه الدنيا هذا الارتواء..

بأي قولٍ توفيك المعاني وأي وصفٍ تكتبك الأماني..

وأنّى للغربة أن تُجلبب نفسها بدموع رحيلك؟!

أبي..

ترجل من على صهوة غيابك، وامسح على صدري بيدك،

واصلبني على وتر الجراح حكاية، وانثرها دموعاً للعابرين..

قُمْ واعتصر لب الحنين قصيداَ

واذكر حبيبك للسماء نشيداً

أبي..

بأي حال نكتب الذكرى، وعلى أي دكة نذرف الدموع..

فقد توسدنا أعمارنا من جديد لنراك مسجىً على نعش الوداع والفراق!

أبي..

لقد تمتمت برحيلك الأطيار، وبكى لأجلك الأخيار، وانحنت لمقامك سنابل القمح..

فخذ ما طاب لك من الدعاء والسبع المثاني يا عماد الروح ويا لون المطر.

رثاء المآقي..

إلى كل أمٍ غيبها الثرى، فغدت مجامر العمر تبثها من جديدٍ..

يطالنا القدر بأنامله، ويجثو على حافة التراب لأمٍ كانت هُنا ولكنها ارتحلت بهدوء!

فيا وردة سكنت قلوبنا كيف لك الرحيل؟!

ويا جنة حوت آهاتنا أنى لنا العويل؟!

فيا عقرب الزمان أعطني كفك لأكتب فيه لون طفولتنا ووجع الدموع للزهرة الذابلة، والنخلة المائلة!

أجل، ما زلنا نُلبي بالدعاء حول قبرك، وتظللنا حمائم الرحمة لأجلك لأنك رحمة حوت الأرواح وخلفت الأتراح.

لا زالت رائحة أنفاسك عالقة على جيد المكان.. فكلما تتبعت الورد جمعتني بك قُبلة أخرى! ماتت أمها، وما زالت ترى والدها حياة وهو يراها جنته! أُماه..

تاق المكان إليكِ فذبلت شموع مُهجتي..

وحين أكتبكِ يزداد نبضي وتساقط جوارحي بالحنين!

الكشكول: هو مجموعة من الورق التي يكتبها المتأمل ويتوسدها الباحث. تتشكل الأقدار على كف عمرها..

فعلى أي حالٍ تترنح الأنّة؟!

تكسرت آهات شوقها على صدره، فمسح على جبينها وزالت الحُمى! كثرة الشيب لا تعني الوقار.. فتاريخ الصبغة منتهي الصلاحية! الدمعة: هي وقفة عرفانية تنطقها الروح وتنحتها فلسفة الوجع. وتفيض حنايا الوجد على تلك الغصون، وفي سُلاف الليل تشتاق كل الأوردة! أيُّ قلبٍ تنامى بين أُمي وجدتي؟! كبرنا فأدركنا أن بعض المرضى يستحيل علاجهم بالعقاقير! قبض على آهات اليتيم بقوته، وطلب من المصور التقاط ابتسامته للجريدة! هزيني كفنجانٍ فارغٍ، واسكبي قهوتي على شفاه الغرام. أمي في كل ساعة تبعث قُبلة..

وعلى إثر الوقت تُقاسمنا بالتساوي!

أنىّ للنهر نسيانك لتحكي ريشتي نبض الصور؟! أرسل إليَّ فطوره فرددت عليه:

أنت جُبن صبحي وقلبي الصمون

واشلون آكل هالذي أنت صحنها؟!

خُذيني إليك قصيدة لتمنحني سكون القافية. أيُّ صبابة تسكن المساء، وأيُّ دوحة تُناجي القمر؟! العمر ماضٍ ويبقى لسان التساؤل! أحساء..

يشتاقك الرمش الذي

لبى نداء النبضة الولهى

تربية الطفولة تُظهرها الرُجولة. أنى للعام نسياني..

فبدايتي ( ع ) وحضوري ( ل ) القافية؟!

من لا يملك شيء ادعى كل شيء! حين تسألني عن الصبح أجيبها كل الصباحات هي أنتِ. من بيته طين امتدح العجين. سلامة العقول في جودة المحصول. من عرف القمة تسيد المهمة. طوبى لمن هب النسيم بثغره، وعلى شفاه الصبح ترنم بالمطر. أيُّ دموعٍ تسكن المقابر، وأيُّ يُتمٍ بحت له الحناجر؟! همس لذاته: اجتذبتني بقُبلة فأردفتني برضاب التعلق! استفحل فيَّ الكبر فلجأت إلى الله ليقويني على العبادة. من عاش الهمة استنطق المهمة. هكذا الصبح يعزف قيثارته على أوتار الجوى ودفء الكلمات. عزيمة الذات تصنع الثبات. إذا تأرجحت الأماني تألقت المعاني. العطر مُتعدد الألوان والروائح، فابحث عن ذاتك بين وريقات الزهور. قل لي بربك: من أنت؛ فالضمائر احدودب ظهرها؟! أبتاه من لي غيرك..

فاشعلني بعقلك، ولا تبكيني برحيلك!

إذا انقطع الإحساس تجلت الأنفاس. أرسل إليَّ على الخاص " إلك وحشه "

فرددت عليه: أنت حديقة ونبضك الأزهار..

من كفه الماء لا يأبه بحجارة الأعمى. من عاش التبرير شوه التقرير. اعتادوا المديح وفي الشدائد لا أحد! إذا ظهرت العلة رحلت ( الشلّة )! يحش فيني واحش فيه

وإذا التقينا الكل يمدح الثاني

أيُّ عِوزٍ هذا الذي تتوسله المآسي، فيغدو لمحة في عنونة الصور؟! بين بساتين أضلعي تضوعت أزهار هيامها، وعلى جبين الصُبح انتشت أوردة أخرى!

وسوم: العدد 704