كنز بطولة

مصطفى العلي

[email protected]

في كل يوم يماط اللثام عن بطل جديد وعن شدة في عزم في هذه الأمة ليس يبلغه الحديد ما كان لأحد أن يدري به لولا هذه الثورة المباركة التي تمنّى مدمنوا الرق لو لم تكن...

كنوز من بطولات وأمجاد تطاول أعظم ما يمكن أن يفخر به تاريخ أمة من الأمم كان قد طمسها وأخفى شموخها هذا النظام السرطان القزم الذي أرخى بظله الثقيل على كل شيء وأورث شللا في سائر أطراف هذه الأمة وجعلها قعيدة كسيحة لعقود.

 كل الورى لا محالة عن هذه الدنيا راحلون لكنما شتان شتان بين وردة تقطف في الريعان تزين الصدور وتتربع أحلى الأماكن في أحلى المشربيات تبث العطور وبين من ينتظر حتى تجف في عروقه آخر قطرة من قطرات الحياة فيزهد فيه دهره ويرميه غير مأسوف عليه..

 وحدها الأزهار الرائعة تقطف في شبابها ووحدهم الأبرار من يلتهمون الموت بينما يهرع الآخرون لمجرد ذكر اسمه فرقين مذعورين...

لقد ذهبتم بكل شيء أيها السابقون إلى الله .... ذهبتم بخير ما سعى له من خلق من طين .. خلود في الدنيا وخلود في الآخرة فلا تزالون أعمدة من ضياء تصل الأرض بالسماء وتفتح معابرا بين الفناء والبقاء ...تمضون بأسفنا وحسرة قلوبنا وتتخذون لكم مكانا عنوانا مكتوبا بأعرض الخطوط في أعلى صفحات التاريخ التي لا بد ويفتحها اللاحقون يوما ويقرؤون " شهداء العزة والكرامة" ..... شيء واحد أبقيتموه لنا لن يذهب به شيء ما دامت تتحرك بالشهيق والزفير صدورنا وتنبض بين أضلاعنا قلوبنا ألا وهو: إصرارنا على متابعة الطريق حتى نطفيء هذا الحريق ونعلي دولة الضياء والبريق..

 قريبا إن شاء الله