عندما يبدأ القصاص

مصطفى العلي

[email protected]

عندما يزغرد الرصاص ويبدأ القصاص يأخذ الكون والحياة شكلهما الصحيح ويتلاشى الواقع الكرتوني الذي ترسمه أيام الخنوع.... تزول الأقنعة وتذوب الأصبغة ويرجع الفأر فأرا مرتعدا والهر هرا مذعورا ولا يبقى عندئذ على الحلبة إلا الأسود الحقيقية .

تنتفض الأنفس الأبية الوانية وكأنها نشطت من عقال فلا أحلى ولا أروع من أن يشهد المظلوم مصرع الظالم والثاكل يرى حارق كبده يتطاير قطعا تحت ساطور العدالة

العدالة.... المساواة لا بد منهما في الأول أو في الآخر ..ألسنا أبناء وطن واحد ؟ وإن من حق أبناء وطننا علينا أن نطعمهم مما نطعم ونلبسهم مما نلبس ونشربهم مما نشرب فهنيئا لكم يا أبناء وطننا هناك .....مبروك عليكم ....اشتهينا أن نشارككم ما نذوق نغرف لكم طعمة هنيئة... بعضا من كؤوس العصير الأسود ... عصير الموت الزؤام يقطع أمعاءكم يفري هاماتكم , يقلق راحاتكم , يسوِّد أيامكم ويعلمكم كيف تفرحون لترحنا , ترقصونا على جثثنا وتوزعون الحلوى بمناسبة دق أعناقنا أما حان دوركم..؟ حرام !...ليست الأنانية من شيمنا أبدا ..نعتذر من حبيبنا رسول الله إذا كنا نضع هذا الحديث في غير موضعه "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"..