وداعاً... أيتها السحابة السمراء!!!

رائد شريدة

تفضحني الإيحاءة والإيماءة التي تظهر في ملامح وجهي، بمجرد أن زُفَّ إليَّ الخبر، خبرُ وداعك أيتها السحابة السمراء المتألقة!!!، فرحتُ من أجلكِ، وراحت شوارد تفكيري تطرق كلّ الأبواب المغلقة، وأبحرتُ في بحور الخيال الرحب، ومخرتُ عُباب هذا الواقع المتناقض، فالشتاء آذن بالغياب الأبديّ، وشمس قلبي اللاهبة تسيطر على مكنونات حياتي وملكاتي، وتحرق أضلعي الوَلِهة، كان الخبر سيفاً مسلطاً على روحي وحياتي المبعثرة... فوداعاً... وداعاً أيتها السحابة السمراء الفاتنة!!!، أيتها الأبجدية الغزلية العذرية في عالمي الشعري الخافق، أيتها البسيطة الرقيقة الهادئة الدافئة في محيط حياتي المتجمد!!!، أزفَ الرحيل، وشُيِّعَتِ السعادة..، سافرْتِ إلى حيث مغيب الشمس، وداعاً يا شتائيتي الباكية في شهر نيسان، فقد أزف الرحيل...

تجهّزَ الركب إلى حيث هبوب الريح، وحيث الصَّبا، فكنتِ متلألئة رغم الغروب الماحق، وداعاً يا سحابةً كانت سرّ ضحكتي وبهائي في حالك الأيام، وسرّ نقائي من خزعبلات الدهر وطوارق الأيام...، أيتها السحابة الممطرة الماطرة في أرض الغرباء، وفقك الله إلى حيث النهاية السرمدية، والبداية الأبدية في أرضٍ غيرِ أرضي، ومناخٍ غيرِ مناخي، وبيئةٍ غيرِ بيئتي، سينبت الزهر حتماً ولو بعد حين، وتورق الأزاهير على وقع زغاريد الربيع، وتداعب الفراشات الملونة نسائم الصباح، فشكراً لابتسامة لؤلؤية خفيفة الظلّ، ظلّت ملتصقة في ثنايا خاطري، شكراً لعفوية صادقة صدوقة تهادت على قلبي المرهف، وإحساسيَ المدنف، فوداعاً وداعاً وأنت تحتضنين الصيف بين ذراعيكِ، وداعاً يؤسس لأبجدية الكلمة، وبداية القصيد، وداعاً لشعور غامر بالمودة المفعمة بتغاريد العصافير والحساسين... في صباحيتك المزهرة بلون الربيع، وطعم الحياة.