عيدك يا أمي

21 آذار عيدك يا أمي 

كلمات و ذكريات خاشعة

للوالدة الحاجة فاطمة أنيس رحمها الله

الأم شجرة الحب ،  كل حركة في أوراقها عيدٌ لها،  كل نسمة تقبِّل خدودها عيدٌ لها،  كل طير يغرد على أغصانها عيدٌ لها،  كل روح تستظل بظلالها عيدٌ لها، كل عابد يخشع بصره ببريق جمالها عيدٌ لها.

صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرشد أتباعه إلى نور يأخذهم إلى الجنة( أمك ... ثم أمك...  ثم أمك)

الأم بسمة الحياة،  وطريق لعبودية الله.. وبالوالدين إحساناً. 

عيد الأم.. من أعياد العبودية لله.. فالله قضى...  قضى و حكم.. استجابة لأمره بالإحسان إليها و البر بها إن كانت على قيد الحياة،  وإن كانت الأم في جوار ربها و جنان نعيمه فالإحسان إليها بقراءة  القرآن  وتنوير روحها بالصدقات. 

الأم لسان يلاحق ولدها بالدعاء بلا توقف , الأم شريان حنان لا يجف إلا حين تودع الأم الأرض الفانية , من فقد أمه فقد السعادة , وامتطى الضيق صدره .

أسئلة الأم قيود حبيبة يطلقها الحنان الخالص لا أحد تدمع عيناه فرحاً ولهفة إلا أم أطعمت جنينها غذاءها قبل أن تراه , الجلوس بجوار الأم امتداد لسعادة الطفولة , سنوات قاهرة حزينة امتدت على غربة طويلة , باعدت بيني وبين أمي في أعمدة رخامية , اعتلت هامات الجبال , فقدتُ فرحة قلبها عند صباح كل يوم , فرحُ قلب الأم فرحٌ فريد كفرح الزارع حين يرى ثمرةَ غرسه وجهده , سنوات طويلة مرت وهي تترقب عودتي لتسمعني بما جدّ في غيبتي, ادخرت الأحداث في نفسها , وأعلنت أنها لن تدب فيها الحياة إلاّ حين أجلس بقربها , وتحكيها لي , كان قلبها في لهفة حية باستمرار لسماع خبر يفرحها يعيد لها غائبها , ألوان من الأمنيات تمتد على جبهة أحلامها , تنير روحها , وتشد عزيمتها , ماتت الأماني وجفت الأحلام وابتلع الغناء الأبدي الحوادث والحكايات التي سبحت في ذاكرة الوالدة الحبيبة , حين استرد الإله أمانته , وأصوات الملائكة تهلل وتحمد رب السماء .

رحلت يا أمي إلى الدار الآخرة , أمل كل تقي ورجاء كل عابد , صوتك لايزال في مسمعي أأخذ ما يرضيك ,  وأدع ما يغضبك , فلكِ حساب ملحوظ في الأفكار والحركات والتصرفات , ذكراك يا أماه تؤلف أعز جانب في حياة أولادك .

ظللي يا أماه حياتنا بجناحيك الرفيقتين , حتى تدوم سعادتنا , ألم ذكراك سعادة , يغذيه عطفك وتملؤه رعايتك , تلك المعاني التي تمتزج مع عصارة روحك , لتكون لأولادك زيتاً يضيء لهم مصابيح الحياة , رحمك الله يا أمي , وأسكنك فسيح جناته .

وسوم: العدد 712