بين هذا وذاك

في أعماق كُلٍ منا يقطن جبار.. جبار خفي ماكر يظهر حينًا ويختفي حينًا آخر، ونحن بما نعيش من مواقف وأحداث في دروب حياتنا نتفاوت بين إمداده بجرعاتٍ مُكثفة من الأنانية والاستبداد والطمع وكل ما يُغذي جبروته وعنجهيته، حتى يُمسي طاغية يُثير الرعب في النفوس وينشر في الأرض الفساد.. أو أننا نسعى لتقزيمه وإخضاع جبروته، فنشد وثاقه، ونكتم أنفاسه بما نُجمّل به أنفسنا من سماحةٍ وتواضع وخُلق رفيع حتى يتقزّم ويتضائل وينكمش على نفسه، فندفنه في أعماقنا ونمحي أثره من الوجود.. وبهذا نكفي البلاد والعباد من شروره وطغيانه.

وسوم: العدد 734