الخاطرة 151 : معجزة عصر اﻷهرامات الجزء 2

خواطر من الكون المجاور

في المقالة السابقة ذكرنا أنه منذ أكثر من أربعة آلاف عام يحاول العلماء تفسير طريقة بناء الأهرامات وأن جميع هذه المحاولات لم تقنع العلماء ، وخاصة بعد تطور علوم الميكانيك والتي تستخدم قياسات دقيقة عن وزن القطعة الحجرية ،حجمها، قوة تحمل الخشب ،قوة متانة الحبال ، قوة اﻹنسان العضلية. ...إلخ ، فهذه القياسات الدقيقة الحديثة أكدت وبشكل علمي على أن جميع النظريات المطروحة حتى اﻵن في تفسير طريقة بناء اﻷهرامات هي ليست إلا خرافات ﻷنها عاجزة عن حل هذا اللغز.

الموضوع الرئيسي للمقالة هو معجزة عصر اﻷهرامات وليس معجزة بناء اﻷهرامات، ولكن تكلمنا عن لغز بناء اﻷهرامات ﻷنه أثار فضول الكثير من العلماء عبر التاريخ لمعرفة طريقة بنائها ، فمعجزة بناء اﻷهرامات هي جزء من معجزات عصر اﻷهرامات، فهناك ألغاز عديدة في الفترة الزمنية لعصر اﻷهرامات ولكن النظرة المادية في المنهج العلمي للعصر الحديث دفع العلماء إلى توجيه معظم إهتمامهم إلى هذه الناحية ، رغم أن ألغاز عصر اﻷهرامات هي مترابطة فيما بينها وتشكل وحدة متكاملة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض. وإن عدم رؤية مختلف عناصر هذه الوحدة المتكاملة لن يسمح لنا فهم منطق فكر مؤسسي ذلك العصر ، وهذه مشكلة علماء العصر الحديث حيث أنهم في تفسير معاني آثار مصر القديمة يستخدمون قاعدة فكرية مختلفة نهائيا عن القاعدة الفكرية التي أعتمد عليها علماء عصر اﻷهرامات.

حتى نوضح هذه الفكرة بشكل مفهوم سنعطي مثال بسيط يساعدنا في اﻹنتقال إلى فهم القاعدة الفكرية التي إعتمد عليها علماء عصر الأهرامات :

إذا تمعنا في جميع الصفحات التي كتبت عن معجزة اﻷهرامات سنجدها تتكلم عن هرم خوفو بسبب شدة ضخامته حيث يصل إرتفاعه إلى 146،6 متر ، وضلع قاعدته إلى 232 متر فهو يعتبر أضخم بناء حجري صنعته البشرية حتى اﻵن ، ولكن حتى نفهم لغز بناء هذا الهرم الضخم علينا أن نفهم تلك المبادئ التي دفعت روح اﻹنسان إلى صنع أول هرم في تاريخ البشرية ونقصد هنا هرم زوسر المدرج. فرغم أن هذا الهرم حجمه صغير نسبيا بالنسبة لحجم هرم خوفو حيث يبلغ إرتفاعه فقط 62 متر ولكن من لديه مقدرة لبناء هذا الهرم الصغير يستطيع بناء هرم بضخامة هرم خوفو ، بعكس الأهرامات التي بنيت بعد أهرامات الجيزة الثلاث ، فتلك الأهرامات تعتبر أهرامات مزيفة فرغم أنها تبدو لعلماء اﻵثار وكأنها من عصر الأهرامات ولكنها في الحقيقة هي من فترة إنحطاط عصر الأهرامات لذلك فهي تختلف نهائيا عن أهرامات الجيزة وما قبلها من الناحية الروحية ومن ناحية طريقة البناء. وسنوضح هذه الفكرة بشكل مفصل فيما بعد .

رغم أن المهندس الذي بنى هرم زوسر المدرج يعتبر من أكبر عباقرة تاريخ البشرية ولكن العلماء لم يعطوا هرمه أهمية كبيرة كبناء هندسي في أبحاثهم ،ولكن في الحقيقة هذا الهرم يعتبر مفتاح لغز جميع معجزات عصر الأهرامات ، والمهندس الذي بنى هذا الهرم وضع به رموزاً عديدة تكشف الطبيعة الروحية لهذه العصر ، والتي من خلالها نستطيع فهم القاعدة الفكرية التي إستخدمها حكماء تلك الفترة في تكوين هذه الحقبة من تاريخ مصر القديمة . وسنحاول شرح بعض هذه الرموز لنأخذ فكرة مبسطة عن نوعية هذه القاعدة الفكرية :

حسب رأي العلماء أن جميع الأهرامات في مصر لها قاعدة مربعة ، أي أن جميع أضلع قاعدتها متساوية في البعد ، وأن هرم زوسر هو فقط الذي يشذ عن هذه القاعدة حيث قاعدته مستطيلة طول أضلاها 125 و 109متر . المصريين القدماء كانوا يستخدمون الذراع كوحدة قياسية ويعادل 52،5 سنتيمتر ، حيث استخدمه ﻷول مرة المهندس نفسه الذي بنى هرم زوسر ، ولكن الكتب المقدسة (التوراة واﻹنجيل ) تستخدم نوعين من الذراع ، الذراع الملكي وهو نفسه الذراع المصري ، والذراع العادي ويعادل 45،8 سنتيمتر.

فإذا حسبنا النسبة بين أضلاع قاعدة هرم زوسر سنجد أنها تعادل نفس النسبة بين الذراع الملكي والذراع العادي المستخدمان في الكتب المقدسة ، حيث طول الضلع 125 متر يعادل 238 ذراعا ملكي ، وطول الضلع 109 متر هو أيضا يعادل 238 ولكن ذراع عادي ، لذلك قد تبدو قاعدة هرم زوسر مستطيلة ولكن روحيا هي مربعة وطول ضلعها يعادل 238 ذراع ( مرة بذراع ملكي ومرة بذراع عادي ) . (الصورة ) . إن وجود هذه النسبة في هرم سوزير ليس صدفة ولكن علامة إلهية تربط هذا الهرم مع أحداث قصص اﻷنبياء ، وسنشرحها فيما بعد إن شاء الله.

المشكلة في أبحاث العلماء في محاولة فهم رموز حضارة عصر اﻷهرامات أنهم إرتكبوا أخطاء كثيرة في فهم مصدر المصطلحات التي إستخدمها المصريين القدماء ، فحسب دراساتهم أن الذراع كوحدة قياس ، هي طول الساعد أي المسافة من المرفق إلى طرف إصبع الوسطى ( الصورة ). هذا القياس غير صحيح فنسبة طول الساعد إلى طول الجسم في اﻹنسان طبيعي تعادل تقريبا 3،9 وهذا يعني أن طول اﻹنسان الذي تم أختياره لقياس ساعده في مصر القديمة يعادل 210 سنتيمتر تقريبا ، ومثل هذا الطول في تلك الفترة يعتبر رجل عملاق ونادر الوجود ، ولكن حتى إذا فرضنا أنه فعلا تم أختيار مثل هذا الشخص الطويل لقياس ساعده ، عندها سيحدث تعارض كبير بين هذا المقياس مع بقية الوحدات القياسية ، ﻷن الذراع يساوي 7 راحات يد، وكل راحة تعادل 4 أصابع . وبشكل عام فإن عرض راحة يد رجل له طول 210 سنتيمتر ستعادل حوالي 11 سنتيمتر على اﻷقل وعرض اﻷصبع على اﻷقل 2،5 سنتيمتر ، ولكن نجد أن مقياس راحة اليد في مصر القديمة كانت تعادل 7،5 سنتيمتر أي أنها أصغر ب 3،5 سنتيمتر تقريبا ، ومقياس اﻷصبع يعادل 1،875 سنتيمتر. فهذه الوحدات القياسية راحة اليد والإصبع هي ليد إمرأة أي أنه هناك تناقض كبير بين مقياس الذراع ومقياس الراحة والإصبع. وهذا يعني أن مقياس الذراع عند المصريين القدماء لم يكن لساعد رجل فارع الطول ، ولكن لذراع إمرأة حيث مقياس الذراع الملكي هو المسافة بين قاعدة اﻷصابع وحتى نهاية الذراع ، بينما الذراع العادي هو المسافة بين قاعدة إصبع الإبهام وحتى نهاية الذراع (كما توضح الصورة )

ذراع بطول 52،5 وراحة يد بعرض 7،5 سنتيمتر وإصبع بعرض 1،875 سنتيمتر ، هذه المقاييس هي مقاييس يد إمرأة لها طول يتراوح ما بين (158- 160 سم ) وإمرأة بهذا الطول في تلك الفترة يعتبر طول مثالي ﻷمرأة جميلة. هذا يعني أن عصر اﻷهرامات بدأ باستخدام وحدة قياس المسافات من يد إمرأة. وهذا الرمز يقلب جميع المفاهيم المعروفة اليوم عن عصر اﻷهرامات.

إن وحدة القياس التي تستخدمها الدول الغربية في عصرنا الحديث هي القدم ويعادل (30،48 سم )، والبوصة أي عرض أصبع القدم ويعادل (2،54سم ) وهذه المقاييس هي مقاييس قدم رجل وليس إمرأة.

هذا اﻹختلاف في إختيار نوعية المقاييس ليس صدفة ولكن يعبر عن نوعية اﻹدراك المستخدمة ، فنجد أن مصريو عصر الأهرامات قد إعتمدوا يد المرأة في إختيار وحدة القياس حيث يد المرأة هي رمز اﻹدراك الروحي ، بينما الحضارات الغربية إعتمدت قدم الرجل كوحدة قياس حيث قدم الرجل هي رمز اﻹدراك المادي ، ونحن اليوم وباستخدام اﻹدراك المادي ( الغربي ) نحاول تفسير سلوك وفهم معاني آثار مصر القديمة ، لذلك يتهيأ لنا أن تاريخ مصر القديمة وكأنه رواية ذات أحداث عشوائية لا رابط بينها يساعد في توضيح الحكمة اﻹلهية من ذهاب إبراهيم عليه الصلاة والسلام الى مصر ، ولا الحكمة الإلهية في إرسال يوسف عليه الصلاة والسلام ليصبح وزيرا في تلك البلاد ، وكذلك لا توضح لنا سبب ولادة موسى عليه الصلاة والسلام في مصر ليواجه فرعون حاكم تلك البلد ، فقد كان هناك ملوك ظالمين غير فرعون مصر في الكثير من شعوب العالم فلماذا إختار الله فرعون مصر بالتحديد ليجعله آية للعالمين. هذه القصص الدينية كتبت بنفس المنطق الذي إعتمد عليه علماء عصر الأهرامات ، لذلك نحن اليوم ننظر إلى آثارهم التي تركوها لنا وكأننا ننظر إلى كلمات لغة مجهولة نعتقد أننا إستطعنا أن نفك أسرارها ولكن في الحقيقة لا نعلم عنها إلا القشور ، لذلك فمن الطبيعي أن لا نرى أي أثر من آثار إبراهيم ويوسف وموسى في تلك البلاد .

اليوم نحاول أن نفسر طريقة بناء الأهرامات بمنطق تفكير الرجل والذي يعتمد على القوة العضلية أي على القوة المادية في حين أن بناء الأهرامات قد تم بمنطق المرأة الذي يعتمد على قوى أخرى لها طبيعة روحية ، لذلك أختار المهندس الذي بنى أول هرم في حساباته مقاييس يد إمرأة وليس يد رجل لتكون رمزا يوضح للأجيال القادمة مبدأ بناء اﻷهرامات، ولتكون هذه اﻷهرامات معجزة حقيقية تؤكد لعلماء الحضارات التي ستأتي من بعدها بأن اﻹنسان يملك قوى خارقة ﻷنه يملك في داخله جزء من روح الله. لذلك كان الدين واﻹيمان الروحاني من أهم اﻷمور في الحياة اﻹجتماعية في شعب مصر القديمة. ولكن للأسف بعض العلماء نظروا إلى روحانية شعب مصر القديمة مثلما ينظر اليوم الشخص الذي لا يعلم شيئا عن اﻹسلام فيظن أن المنظمات اﻹرهابية اﻹسلامية التي تستخدم الأسلوب الوحشي في القتل والدمار لحماية الدين على أنها هي التي تمثل الدين اﻹسلامي ، فذهبوا وفسروا هذا الشعور الروحاني في شعب مصر القديمة على أنه نوع من الهستيريا واﻹنفصام ، ولكن الحقيقة مختلفة تماما ﻷن الهيستريا واﻹنفصام والهلوسة لا تصنع المعجزات.

إن سبب جهلنا في فهم حقيقة عصر اﻷهرامات هو الإختلاف الجذري في قاعدة التفكير بين اﻹدراك الروحي واﻹدراك المادي.وأفضل مثال يوضح لنا عن إنفصال معلومات الكتب التاريخية عن الكتب الدينية بسبب اﻹعتماد على اﻹدراك المادي هي مقالة الدكتور زاهي حواس ( المجاعة في عهد سيدنا يوسف ) والتي نشرت في جريدة الشرق اﻷوسط بتاريخ 24/9/2009، حيث نجده يسرد أحداث قصة يوسف كما هي في القرآن والتوراة بدون أن يعطي أي معلومات تاريخية تساعد على فهم علاقة قصة يوسف في أحداث تاريخ مصر القديمة ، هذه المقالة في الحقيقة بدلا من أن تساعد في فهم دور يوسف في الحضارة المصرية القديمة نجدها تضلل مفهوم اﻷحداث وتفصل قصة يوسف نهائيا عن الحضارة المصرية القديمة. حيث تضع أحداث قصة يوسف في تلك الفترة التي كان فيها الإنحطاط الروحي في الشعب المصري القديم قد وصل إلى أسوأ أشكاله والتي أدت إلى إحتلال شعب الهكسوس لهذه البلاد، فهل من المعقول أن تكون فترة وجود يوسف في مصر من أتفه الفترات التاريخية التي مر بها الشعب المصري؟!

معظم المعلومات التي يستخدمها علماء تاريخ مصر القديمة في أبحاثهم لتفسير سلوك وطبيعة الحياة في عصر الأهرامات أتت من مصادر غير موثوقة ﻷنها كتبت بعد مئات السنين من إنتهاء عصر الأهرامات ، فقائمة بردية تورينو مثلا والتي تعتبر من أهم مصادر تاريخ مصر القديمة كتبت بعد أكثر من 1200 سنة من بناء أهرامات الجيزة.

حجر بالرمو والذي يعتبره العلماء أقدم مصادر تاريخ مصر القديمة، ولكن ومع ذلك نجد أنه هناك إختلافات كبيرة تتعلق بتاريخ كتابة معلومات هذا الحجر بالرغم من أن معلوماته تتكلم عن الشخصيات من بداية عهد ظهور اﻷسر وحتى اﻷسرة الخامسة لمصر القديمة ، لذلك نجد أن بعض العلماء يعتقد أن تاريخ كتابة نصه يعود إلى نهاية اﻷسرة الخامسة ، ولكن هناك علماء آخرين يؤكدون على أن تاريخ كتابة نص هذا الحجر يعود إلى عصر اﻷسرة الخامسة والعشرين أي بعد حوالي 1800 عام من إنتهاء عصر الأهرامات. تمثال خوفو الشهير مثلا نجد أن بعضهم يعتقد بأنه قد تم صنعه في عهد الملك خوفو بينما آخرون يؤكدون على أن هذا التمثال تم صنعه في عهد اﻷسرة السادسة والعشرين أي بعد بناء هرم خوفو ب 2200 عام تقريبا .

ما نود هنا تأكيده هو أننا كل ما نعرفه عن حقيقة عصر الأهرامات هو القشور فقط، فكل ما نعلمه عن هذا العصر قد أتى من مصادر تم كتابتها من أشخاص عاشوا بعد مئات أو آلاف السنين من نهاية عصر الأهرامات ،فهناك شك كبير بكل معلومة أثرية تتحدث عن عصر اﻷهرامات ، ونقصد بعصر الأهرامات هنا العصر الحقيقي والذي يبدأ من اﻷسرة الأولى وحتى فترة بناء الهرم الثالث في الجيزة ، ﻷن جميع الأهرامات التي بنيت بعد الهرم الثالث هي أهرامات تعتمد منطق الرجل وليس منطق المرأة لذلك جميعها تدمرت وخسرت المعنى الروحي لرمز الهرم. فجميع هذه الأهرامات تم بناؤها على القوة العضلية للرجال وليس بمنطق الفكر المرأة .

بمعنى آخر إن عصر اﻷهرامات ليس له أي علاقة مع عصور مصر القديم التي أتت بعدها ، هناك إختلاف جذري بينهم ، وكل ما نعلمه عن هذه الفترة الزمنية هي تهيؤات والتباسات. لذلك لا يوجد نصوص ولا مومياءات فيها ﻷن هدف بناء هذه الأهرامات كان مختلفا تماما عن هدف بناء اﻷهرامات التي بنيت بعدها. والذي أدى إلى تشوه المعاني الرمزية للأهرامات ، فتحولت إلى قبور خرافية ساذجة ليس لها أي فائدة في التطوير الروحي للإنسانية. وفكرة تحنيط جثث الملوك في مصر القديمة ظهرت بعد إنتهاء عصر الأهرامات ،ﻷن شعب عصر اﻷهرامات لم يكن يؤمن بقيام الجسد بعد الموت ولكن بقيام الروح. فهذا التشويه في مفهوم الحياة بعد الموت قد حدث بسبب الفهم الببغائي لمعنى الهرم اﻷول أي هرم زوسر المدرج ، فإسم زوسر لم يكن موجودا في عصر اﻷهرامات ولكنه ظهر ﻷول مرة في عهد اﻷسرة الثانية عشر ، أما الإسم المنقوش في داخل الهرم وعلى التماثيل والآثار التي تعود لفترة بنائه فهو اﻷسم ( إرى خت نثر ) ومعناه الجسد الإلهي ، وله أيضا إسم آخر وهو (جسر ) ومعناه المقدس .

لو أن حكماء عصر الأهرامات قاموا بتحنيط اﻷموات لكان أسلوب تحنيطهم معجزة على نفس مستوى معجزة بناء اﻷهرامات ، ولكن نجد أن أفضل مومياء ظهرت في تاريخ اﻹنسانية هي مومياء إمرأة في الصين وإسمها ( جينجوي ) توفيت قبل 100 عام قبل الميلاد وتم إكتشافها عام 1977، فإذا قارنا بين شكل جثة هذه المرأة مع مومياءات الفرعونية ( الصورة )سنجد أن هناك فرق شاسع بينهما ، فمومياء هذه المرأة تم محفوظا بصورة لا يصدقها العقل لونها وليونة جلدها وأعضائها جعلها تبدو وكأنها قد توفيت قبل أيام قليلة ، حيث استطاع العلماء تشريح جسدها وكأنها لا تزال حية فكل أعضائها في مكانها وبصورتها الطبيعية ، أما المومياءات الفرعونية فنجدها قد حنطت بطريقة سخيفة ومقرفة بنفس الوقت ، حيث تم نزع جميع أحشاء الجسم ﻷن وجودها داخل الجسم سيساعد على تلف الجثة ، ونجد أن طريقة التحنيط قد غيرت من لون الجلد وحولته إلى لون قاتم وجعلت الجثة وكأنها جلد ناشف قاسي فوق كتلة عظمية متحجرة ، المومياءات الفرعونية ليست إلا نوع من التمثيل بجسد اﻹنسان الذي يدل على جهل عمال التحنيط بمعاني رموز معجزة خلق جسد اﻹنسان ، لذلك كان إسم أول هرم صنعته البشرية في مصر القديمة يسمى هرم الجسد الإلهي ، والمقصود منه هنا هو ما تعنيه تماما اﻵية القرآنية 4 من سورة التين ( لقد خلقنا اﻹنسان في أحسن تقويم ).

جميع الأشياء التي ذكرناها هي رموز تربط أحداث تاريخ مصر القديمة مع قصص اﻷنبياء ( إبراهيم ، يوسف ، موسى ،عليهم الصلاة والسلام ) وفي المقالة القادمة إن شاء الله سنشرح وبالتفصيل معجزات عصر الأهرامات ومعانيها الروحية وعلاقتها بقصص اﻷنبياء. ودور عصر الأهرامات في دخول اﻹنسانية بأكملها في طور جديد من التطور الروحي والفكري تماما كما تعني اﻵيات القرآنية من سورة التين (التين والزيتون * وطور سنين*وهذا البلد اﻷمين * لقد خلقنا اﻹنسان في أحسن تقويم )..... يتبع

وسوم: العدد 742