البونُ شاسعٌ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

أجل..البونُ شاسعٌ جداً بين أممٍ تكتفي بقراءة الأحداث وتتلهى بتتبع مآلاتها..وأخرى تصنعُها وتسهرُ على تحقيق مقاصدهِا وغاياتهِا..والمسافات لتتسع وتزداد أكثر فأكثر بين أممٍ تقتاتُ على موائدِ الأحداثِ..وأممٌ تُنتجُ الأحداثَ وتُطورُها وتستثمرُها لِتزدادَ مكانةً وهيبةً ونمواً وارتقاءً..والإسلامُ يُقررُ:أن الحضورَ والفاعليّةَ في التعاملِ مع حركةِ سُنن الكونِ..وأن الكفاءات والمهارات والإبداعَ والتنافسَ في ميادين التدافعَ بين الأممِ..من أجل جلبِ المصالحِ ودفعِ المفاسدِ..لهو من مُستحقاتِ وواجبات وغايات الشهودِ الحضاري على الناسِ..بل هو من مُقومات النهوضِ بشرفِ مسؤوليات مهمة الشهود والوسطيَّةِ(الحُضوريَّة) بين الأممِ كما في قوله تعالى:"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا"أجل..إن الحضور في ميادين الإبداع والارتقاء الحضاري..لهو السبيل الأقومُ والأرشدُ لتقدم الأمم وتألقها في ميادين الحياة..فالأمة الغافلة إن لم تكن الغائبة..لهي أمةٌ تبقى في غُثائيَّةٍ مُهينةٍ مُذلّةٍ.  

وسوم: العدد 753