أخوة الدين وفساد الجماعات المفرّقة

ملخص الخطبة:

1- الوحدة الإسلامية: أن تكون أمة لا الله إلا الله كمثل الجسد الواحد، أمة أصولها المحبة والأخوة والترابط والاعتصام.

2- حال العرب قبل الإسلام: إن من عظمة هذا الدين أن جمع بين الأعداء كما هو الحال في أول الإسلام؛ حيث كانت القبائل آنذاك تتقاتل وتقوم بينها الحروب والملاحم على أتفه الأسباب، فجاء الإسلام بأخوة الدين، وجعل الفرقة والدعوة للتحزب من الجاهلية.

3- التفريق سلاح استخدمه أعداء الدين ضد المسلمين: نظرية الأعداء: "فرق تسد"، وعدو الإسلام اليوم ينخر جسد الأمة بشتى وسائل الكيد والمكر، ويجنّد شباب الأمة تحت كل دعوة ضالة بدون ما يشعرون؛ حيث يعمل بعض بني جلدتنا ممن يتكلمون بكلامنا ويعتقدون عقيدتنا، وقد انحرف بهم التيار، فصار مثلهم، كمثل الضفدعة، يقذفها السيل للهاوية وهي تزغد.

4- أخطاء يقع فيها كثير ممن ينتسب إلى الصلاح والعلم: إن بعض من ينتسبون للعلم والدعوة للإسلام زورًا وكذبًا، ينشرون الأشرطة والرسائل والكتب باسم الإسلام والدين والسلفية، يسلخون علماء الأمة وعبادها وأوليائها، من كل وصف حسن مليح، على مسمياتهم الكاسدة الفاسدة.
5- ذم الاختلاف: كانت الحرب بين الأوس والخزرج عشرين ومائة سنة حتى قام الإسلام، فأطفأ الله ذلك، وألف بين الناس،
6- موقف بعض الصحابة من الاختلاف: إن الاختلاف مهلكة، والمقصود أن الاختلاف مناف لما بعث الله به رسوله و إن الله سبحانه ذم الاختلاف في كتابه، ونهى عن التفرق والتنازع.
-- -----------------------

هدايات قرآنية:

1- قال تعالى: (إِنَّ هَاذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:92]

2- وقال تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [الروم:31-32]
4- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيء) [الأنعام:159]

5- قال تعالى: (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء يقتل بعضكم بعضًا، ويأكل شديدكم ضعيفكم، حتى جاء الله بالإسلام، فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران:103]

6- قال تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشورى:13]

-------------------------

قبسات نبوية:

5-1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم : ((يا معشر الأنصار، بم تمنون عليَّ؟ أليس جئتكم ضلالاً فهداكم الله بي، جئتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي؟!))، قالوا: بلى يا رسول الله.

5-2- قال حذيفة بن اليمان: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((إن مما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت عليه بهجته وكان رداء الإسلام أعثره إلى ما شاء الله، وانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وخرج على جاره بالسيف، ورماه بالشرك))، قال: قلت: يا رسول الله، أيهما أولى بالشرك المرمي أو الرامي؟ قال: (( لا، بل الرامي)).

-------------------------

أقوال الصحابة في الاختلاف

*قال عمر رضي الله عنه: (لا تختلفوا؛ فإنكم إن اختلفتم كان من بعدكم أشد اختلافا).
*ولما سمع رضي الله عنه أبيّ بن كعب وابن مسعود يختلفان في صلاة الرجل في الثوب الواحد أو الثوبين صعد المنبر، وقال: (رجلان من أصحاب النبي اختلفا، فعن أيّ فتياكم يصدر المسلمون؟ ما أسمع اثنين اختلفا بعد مقامي هذا إلا صنعت وصنعت).
*وقال علي رضي الله عنه في خلافته للقضاة: (اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الخلاف، وأرجو أن أموت كما مات أصحابي).
*وقال أبو الدرداء وأنس وواثلة بن الأسقع: خرج علينا رسول الله ونحن نتنازع في شيء من الدين، فغضب غضبًا شديدًا لم يغضب مثله، قال: ثم انتهرنا، قال: ((يا أمة محمد، لا تهيجوا على أنفسكم وهج النار))، ثم قال: ((أبهذا أمرتم؟! أوليس عن هذا نهيتم؟! إنما هلك من كان قبلكم بهذا)).