الرحلة الفريدة

رحيق المنابر (26)

محمد جمعة ابو الرشيد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  صلى الله عليه وسلم .

خطبتنا اليوم تدور حولة رحلة ( فريدة ) هي رحلة الحج الى بيت الله الحرام في مكة المكرمة .

 إدراك الأجر العظيم الذي اودعه الله في الحج :

إن مما يشجع المرء على الإقدام والإنجاز أن يكون هدفه واضحا ومحددا ، وفائدته ممكنة ومتحققة ، فعلى الحاج الي بيت الله أن يعكف على قراءة ما اعد الله لضيوفه وعمار بيته ، وإليكم طرفا من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

( وأتموا الحج والعمرة لله فإن احسرتم فمااستيسر من الهدى )

*عن عمر بن العاص رضي الله عنه قال : ( ... فما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقلت :أبسط يمينك لأبايعك فبسط يمينه ، قال : فقبضت يدي، قال مالك يا عمرو؟ قال : اردت أن اشترط: قال تشترط بماذا ؟ قلت : أن يغفر لي، قال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله ... )

* عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم – من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه).

* عن ابي هريرة رضي الله عنه قال :سئل النبي – صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال افضل ؟ قال ( إيمان بالله ورسوله ) قيل: ثم ماذا؟ قال : ( حج مبرور) .

الحج مدرسة متكاملة :

الحج مدرسة للتغيير ، وهي اقصر مدرسة ، ولكنها أنجح مدرسة للتغيير ، وكيف لا تكون انجح مدرسة وقد هيئها الله لزواره وجلسائه؟ وتأمل معي هذا التدبير الرباني :

1- طبيعة الأرض التي هيئها الله: ( رحلة تخلوا عن مظاهر السياحة ) ، النفس تميل الى شهواتها ولذائذها وتحب الإستحواذ الكامل والإستمرار الدائم لشهواتها ولذائذها ، ولكن في رحلة الحج تنظر العيون الى اعلاها فلا ترى الا ملكوت الله الذي تحفه سماء زرقاء تزينها النجوم والكواكب ، فلا سحب ولا عواصف ولا رعود ولا مطر ( واد غير ذي زرع ) ، وتلتفت حولك فلا تلامس عينك الا جبال شماء وصخور صماء ، فلا لُجج ولا يم ولا جداول ولا خلجان ولا ورد ولا خضرة ، انها الطبيعة القاسية التى سكنتها أشعة الشمس وهجيرها ، هي إذن مدرسة يتعلم فيها الحاج ( الصبر ) حيث يتحمل كل هذه المصاعب ، بل يتقاسم مع إخوانه لقمة العيش، وشربة الماء، وفضل الظهروشبر الظل .

2- زينتهم التي اوجبها الله : مهما طلبت من عامة الناس أن يتواضعوا في ملبسهم ومظهرهم ومركبهم فقد تكون الإستجابة فرية ومحدودة ، لأن النفس البشرية طبعت على المباهاة والتفاخر ، وحتى تخضع النفس لأمر الله وتألفه حدد الله للحاج اقل مايلبس واقل ما يزين فتساوى الجميع الغفير والمدير والريئس والمرؤوس ، وانطلقت القلوب والأفئدة تذكر وتتذكر يوم العرض الأكبر والحشر الاعظم حيث يأتي الناس(  حفاة عراة ) فدخلت النفوس المؤمنة بهذه التجربية العملية القصيرة الى مدرسة ( الزهد ).

3- مدرسة الوحدة والأخوة : تلقى المؤمنون من كتاب ربهم الجانب النظري لما ينبغي أن يكون فيه المؤمن مع إخوانه المؤمنين من مختلف الأجناس والألوان واللغات والأشكال والهيئات ، ولكن الله سبحانه وتعالى هيئ له الدرس العملي في فترة الحج ، فتجد بجانبك من يسكب دموع الندم على الذنوب ويهمهم فرحة من اتم الله له فريضة الحج ، ولكنك لا تفهم مما يقول شيئا ، وانت تتناغم معه روحا ونفسا ، وتجدك قد انزلته منزلة نفسك وأحببته في الله وانت لا تعرفه ولا تستطيع ان تتعرف عليه ، إنها نغمات الأخوة وجلال الوحدة حققها الله في مدسة في مدرسة ( التآخي في الله ) .

ايها الأخوة والأخوات لم اقصد بهذه السرد البسيط من مدرسة الحق الإستقصاء والتتبع ، ولكن اردت لفت النظر والتنبيه ، والا الحج مدرسة متكاملة الفصول والمناهج .

الإستعداد والتهيأ للرحلة :

إن إقدامك على اي أمر من الأمورلابد له من التهيأ والإستعداد، فكيف إذا كان هذا الإستعداد متعلق بالحج الركن الخامس من أركان الإسلام ؟

ونحن نعلم أن الإنسان طبع على الإستعداد لكل شان من شؤونه ، فإذا أراد أن ينام الإنسان أو يأكل أويسافر أو يذهب الى الحفل تهيا وإستعد ، وإذا كان مدعوا لحضور حفل تزين أكثر ، فإذا دعي لزيارة ملك من ملوك الأرض تزين وتهيأ أكثرفأكثر، وبالتأكيد التهيأ لفريضة الله اولى ، وقد قال الله تعال{ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} الأعراف ( 31 ) ، فينبغي على الحاج أن يتهيأ للحج قبل وصوله الى ساحات المناسك ، وأن يستشعر أنه سوف يقابل رب العزة والجلال وأنه سوف يكون ضيفا على رب الأرباب ومكور الليل والنهار ، والله عز وجل لا ينظر الى صورنا واشكالنا وهيئاتنا كما قال الله تعالى: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ ) سورة الحـج.

فأول الإستعدادات التي ينبغي أن يفعلها الحاج  هي التوبة والتطهر الظاهري والباطني ، فهل يليق بك ايها الحاج ان تقدم على ربك وأنت تقول له :( لبيك اللهم لبيك )؟ : أي لبيتُ لك تلبية لا اخالف فيها امرك ولا اخرج فيها عن حدودكِ ورسمك وانت تحمل في جوفك آلاف الأحقاد والضغائن ، وطبع على صفحات سلوكك كل مساوئ الأخلاق والمخازي ، كيف تطمح أن تقبل عبادتك وأنت خلفت ورائك أموالاَ كسبتها بالحرام ؟ وخلفت ورائك بيتاً ملأته بما لا يرضاه الله - عز وجل - من الأمور التي فيها معاصي وآثام ؟

كيف تقبل على الله - عز وجل - وخلّفت ورائك من أهلك نساءً متبرجات ، وشباباً لاهين عابثين ؟ 

كيف تريد أن تقبل وأن تطلب وأنت قد سددت الطرق ؟ كما قال بعض السلف :" سددتم طريق الدعوات بالمعاصي والشهوات ؛ كيف تقابل ربك بهذا الحال ؟ ألا تستحي منه ؟ كيف تطلب منه الرحمة وانت سيف على إخوانك ؟ كيف تطلبه بالود وانت تكره إخوانك ؟ كيف تسأله المغفرة وانت تخاصم وتهجر إخوانك ؟ فإن كنت صادقا مع نفسك وتريد أن يكون لك الحج حمام المعاصي ومغسلة الذنوب ( فأعلنها من داخل قلبك ) إنها التوبة النصوح والولادة الجديدة والإقبال على ارحم الراحمين . ويحسن أن تتبعها بدموع الندم وتكويها بحرقة الألم ،وتهذبها بمرارة الأسى على ما فات ، وأن تكسوها بحياء المؤمن الوجل من شؤم المعاصى والذنوب .

دليل الإقبال على الله تعالى :

ان تجد قلبك ممتلئا بالهيبة والرهبة من الله عز وجل.

تعظيم الأماكن المقدسة والشوق اليها .

إغتنام كل دقيقة من وقتك فيما يقربك من الله عز وجل.

صحبة الأخيار والتلطف بالناس ، والفرحة بالإخوان من جميع الأوطان .

إنهمار الدموع والتأثر بكل آيه تتلوها وبكل موعظة تسمعها .

أن يسكن طيف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عقلك وجوارحك ، فكأنك تراه وهو طائف حول الكعبة وساع بين الصفا والمروة ، ويتكرع ماء زمزم ويصعد لعرفات ويلهج بالتكبير في منى.

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.                                  أما بعد :

تواصل المنن والنفحات :

ايام عشر ذي الحجة ( ما من ايام العمل الصالح فيها أحب الى الله من هذه الأيام) قالوا : ولا الجهاد في سبيل :قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ ) .

فعلى المسام إغتنام هذه الأيام بـــــ .

أولا- صيامها كاملا.

ثانيا - صيام يوم عرفة :                                                 ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، وأن صيامه: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ) [رواه مسلم وأحمد والترمذي] 

وهو يوم العتق من النيران ، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً .

دعاء يوم عرفة :                                                             قال النبي ص: (خَيْرُ الدّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أنا والنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاإله إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ) [رواه الترمذي وحسنه ورواه مالك وصححه الألباني] .  

هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهوأول يوم من أيام عيد الأضحى ، وهو من أفضل الأيام عند الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ أَعْظَمَ اْلأيَّامِ عِنْدَ الله تبارك وتعالى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ) [رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني] ، ويوم القر هو: اليوم الذي يلي يوم النحر ، سمي بذلك لأن الناس يقرون فيه بمنى(أي يوم الاستقرار في منى) وهو اليوم الحادي عشرمن ذي الحجة ، وهوأفـضـــل الأيـام بعــد يـوم النحـر، وهـذه الأيام الأربعة هي أيام نحر الهدي والأضاحـي على الـراجـح من أقوال أهل العلم؛ تعظيماً لله تعالى .

ثالثا- التصدق فيها .

رابعا- إكثار التهليل والتكبير .

خامسا- صلة الأرحام والإحسان الى الوالدين .

سادسا- إستغلالها مناسبة إجتماعية ( للأسرة ) صيام وإفطار.

الأضحية:

ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل، وهي من شعائر الإسلام المشروعة بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، وإجماع المسلمين. 

قال الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. والنسك الذبح، قاله سعيد بن جبير، وقيل جميع العبادات ومنها الذبح، وهو أشمل. وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَْنْعَـمِ فَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ }. 

وفي صحيح البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما». وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: «أقام النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة عشر سنين يضحي». رواه أحمد والترمذي، وقال حديث حسن.

      نتكافل بها عند الحاجة :

لقد أصاب الناس مجاعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة في بيته شيء». فلما كان العام المقبل قالوا يا رسول الله نفعل كما فعلنا في العام الماضي فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «كلوا واطعموا وادخروا فإن ذلك العام كان في الناس جهد فأردت أن تعينوا فيها». متفق عليه. 

الأضحية للأسرة حتى الأموات إن قصدت ذلك :

أن يضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي صلى الله عليه وسلّم عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل. 

ان تكون الأضحية خالية عن العيوب :

وقد حددها النبي عليه افضل الصلاة وازكى التسليم في الحديث الآتي : ( حيث قال: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الضَّحَايَا: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ضَلْعُهَا، وَالْكَبِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي» [أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة).

يوم العيد :

لكل أمة أعياد وأفراح تجدد فيها حيوتها وتروح فيها عن نفسها ، وتتزود فيها لقابل أيامها ، فإن النفس إذا واصلت السير تعبت وملت وأجهدت ، فلزم منحها فرصة للتجديد والنقاهة ، وفي الإسلام تتجلى هذه المعاني في أجمل المباني ، وما تستروح به النفس :

1-  التكبير : يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق ، فما أجمل التكبير وما احلاه ، فهو اجر وزخر وراحة                          2- الذهاب إلى مصلى العيد ما شيا وهو يمثل فرصة للقاء الأخوة والأحباب وتهنئتهم في الطرقات وتبادل التحايا وذلك في جو مفعم بالأفراح والسرور .

3-  الصلاة في الميادين العامة الا إذا تعذر ذلك ( فيباح ) الصلاة في المساجد ، هو أيضا امر فيه من التسلية والتجديد والترويح للنفس الكثير والكثير .

4-  الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة ، لقوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزل الحيض المصلى. وعلى المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلى ، وحضور الخطبة والاستفادة منها .

5-  مخالفة الطريق : يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .

6-  التهنئة بالعيد : يجوز التهنئة بالعيد وذلك لثبوته عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ونقول: (تقبل الله منا ومنك) .

7-  وعلى المسلم معرفة الحكمة من شرعية هذا العيد ، وانه يوم شكر وعمل بر ، فلا يجعله يوم أشر وبطر ولا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات كالأغاني الفاسدة والملاهي المحرمة والمسكرات المغيبة ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر .

الختام : يمر علينا عيد هذا العام والأمة الإسلامية في مفترق الطرق ، حيث الثورات الهادرة ، والدماء النازفة ، والإختلافات المتعمقة .

أما ارتريا وشعبها يمر عليهم العيد بينما هم يتقلبون على جمر القضى ، ولهيب النار ، ووخزات الإبر ، وذلك بسبب حاكم ظالم إختار لهم أن يكونوا شعبا يتقلب في عذابات المحن ، ويقاسي مرارات المحن ، ويتجرع علقم المظالم ، حيث الكبت ، والإستبداد ، وتكميم الأفواه ، وإكتظاظ السجون بالأبرياء ، وتفريغ الشباب من ثرى بلده وقذفه في يم الموت ، وشواطئ المجهول .

ولسنا ننسى إخواننا في الاقصى وأكناف المسجد الأقصى ، ومحنة اليمن وسوريا ، والصومال وأفغانستان والعراق ، ونبارك لإخواننا في ليبيا وتونس ومصر نجاح ثوراتهم المباركة ، ونهنئ إخواننا في حركة النهضة التونسية بنجاحها المتميز والمستحق . وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .