الصفعـة

رضا سالم الصامت

محمد عاش فقرا مدقعا ، تتكون أسرته من تسعة أنفار ، مات والده و هو في سن الثالثة ربيعا ، فكانت والدته هي الأم و هي الأب ، كدت و عملت و كافحت من اجل تربية أبنائها و تعليمهم .

تلقى محمد تعليمه في مدرسة مكونة من غرفة واحدة في قرية سيدي صالح ، واضطر للعمل منذ العاشرة من عمره .

كان هادئ الطبع بشوشا ، يحب الخير للغير أمينا و صادقا ، شديد الحساسية يساعد الناس قدر المستطاع...يعرف باسم بسبوسة

يعرفه الداني و القاصي ، وكل الناس تحترم شخصه المتواضع و يحبونه كثيرا .

حلمه أن ينجح في دراسته و ينال شهادته العليا و يصبح محاميا ، ليدافع على المظلومين ،و المقهورين ، لكن " ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن "

ذات يوم زاره أهالي القرية لتهنئة البوعزيزي بالعربة التي نالت إعجابهم و اقترح البعض تزيينها و تزويقها

و دهنها لتزداد بهاء و جمالا ... أما والدته فقد وزعت المشروبات على الحاضرين و قرر الجميع اقتناء حاجياتهم من عنده و اتفق الجميع أن يكون موقع العربة في وسط المدينة قرب السوق المركزية .

********

كان البوعزيزي سعيدا جدا بعربته التى تحمل علم تونس و مخطوط " يا فتاح يا رزاق " و قرر أن يخرج بها إلى السوق القريب لاقتناء خضرا و غلالا و يبيعها للعموم .

عم محمد الرجل المقعد المريض ، و الذي يعتبر في مقام والده المتوفي ، كان يراقب تحركات " البوعزيزي " من بعيد و هو فخور به .

- البوعزيزي : يا عمي ، الله يخليك لنا ، أتحتاجني في شيء ؟

أجاب العم محمد: لا ابني ، إني فقط أريد أن أعطيك آلة الوزن هذه - الميزان ..

فلا تستطيع أن تبيع و تشتري إلا بآلة وزن ... انت تعرف ان نظام حكمنا قاس و عليك ان تحترم كل قوانين البلاد و مع ذلك ربنا يستر!

فرح البوعزيزي بهذا " الميزان" و قرر أن يشتغل بناء على قوله تعالى : وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ...

وبدأ العمل و اكتسب تجربة على مدى السنين .

نجح في عمله و طوره و أصبح بائعا ممتازا بفضل أخلاقه العالية و كرمه و ثقته و حسن تصرفه ، كان محمد يعيل عائلته ويقبض أموالا أغلبها من بيع الخضار والفاكهة في شوارع قرية سيدي بوزيد ...

كان سعيدا بعمله الذي يسترزق منه ليعيل عائلته من عرق جبينه و بشرف .

و في ذات يوم ،و بينما هو منهمك في أداء عمله اعترضت دورية شرطة عربة الفاكهة التي كان يجرها محمد البوعزيزي في بعض الأزقة محاولا شق طريقه إلى سوق الفاكهة وحاولوا مصادرة بضاعته.

عم البوعزيزي هرع على كرسي متحرك لنجدة ابن أخيه وحاول إقناع عناصر الشرطة بأن يدعو " الولد و شأنه " يكمل طريقه إلى السوق طلبا للرزق. ثم ذهب العم إلى مأمور الشرطة وطلب مساعدته، واستجاب المأمور وطلب من الشرطية فادية حمدي التي استوقفت البوعزيزي برفقة شرطيين آخرين أن تدعه وشأنه.

الشرطية استجابت ، ولكنها استشاطت غضبا لاتصال عم البوعزيزي الرجل المريض المقعد بالمأمور.

********

بعد أيام ، عاودت الشرطية الذهاب إلى السوق مرة أخرى ، وبدأت في مصادرة بضاعة البوعزيزي و وضعت أول سلة فاكهة في سيارتها وعندما شرعت في حمل السلة الثانية اعترضها البوعزيزي، فدفعته وضربته بهراوتها. ثم حاولت الشرطية أن تأخذ ميزان البوعزيزي، وحاول مرة أخرى منعها، عندها كانت «الصفعة» التي أهانت البوعزيزي وأطاحت بنظام حكم بن علي الجائر

دفعته الشرطية فادية هي ورفيقاها فأوقعوه أرضًا ونكلوا به و ضربوه ثم أخذوا الميزان بالقوة ...

كان الشاب البوعزيزي يتمتم بكلمات غير مفهومة ، .بعد أن أحس بالقهر و الظلم وحاول جاهدا الدفاع عن نفسه حتى انهارت قواه، ولم يعد قادرا على الوقوف على قدميه.

انفجر يبكي من شدة الخجل و الظلم و القهر و أحس بالاهانة وبحسب الباعة وباقي الشهود الذين كانوا في موقع الحدث، صاح البوعزيزي بالشرطية

قائلا: " لماذا تفعلين هذا بي؟

أنا إنسان بسيط، لا أريد سوى أن أعمل عملا شريفا ، اكتسب به قوتي و قوت عائلتي ...

لماذا تهينني هكذا ...ماذا فعلت ؟ ...

و أمام هذا الظلم تمالك نفسه الى ان وصل الى مقر المحافظة ليروي للمسؤولين تفاصيل الحادثة ، تم طرده و ابتعاده عنهم بصورة تعسفية وحاول أن يلتقى البوعزيزي بأحد المسؤولين لكن دون جدوى.

********

ظل صامتا ولم يخبر أحدا لما حدث له ، فكر جيدا كيف ستكون ردة فعله فأخذ قلما و كتب وصية لوالدته و الدموع تنهمر من عينيه ، يبكي فيها حظَّه التعيس من هذا ‘الزمان الغدّار في بلاده غريب و كأنه يعيش في بلاد الناس’… رسالته الحارقة هذه والرافضة للذل والمهانة أكثر من رفضها للفقر والبطالة، وهي التي تلقاها نمرود قرطاج بالقول " فَلْيَمُتْ "، وفق ما ذكره في ما بعد أحد المقربين منه، هذه الرسالة انتقلت في الشارع التونسي مثل شحنة كهربائية صاعقة أتَتْ على اليابس من النظام القائم الحاكم ولم تأت على الأخضر من أحلام شعبه، هذا الشعب الذي كان لسنوات طويلة يتوق إلى الانعتاق من سلطة غريبة الأطوار إذ تجمع بين اللصوصية والقبضة الحديدية

من ‘حظ البوعزيزي أنه ترك وراءه عائلة تمكنت من أن ترى بدلا عنه ما لم ولن يراه بعد غيابه، ليس فقط وصول لهيب جسده إلى قرطاج، التي سبق أن أحرقها الرومان قديما، بل وأيضا إلى مفاصل النخب السياسية والثقافية الجامدة والمُجمَّدة بفعل سنوات الخوف والتخويف… هذه العائلة التي تتقدمها الأم الثكلى التي رددت مع ابنتيها في جنازة ابنها باللغة العامية التونسية التي يفهمها الشعب : يا ناري على وليدي* يا ناري على خويا *، رأت أيضا كيف انتقل لهيب نار البوعزيزي وكأنه شعلة أولمبية، من بلد عربي هو تونس إلى آخر، لتلتهم عشرة أجساد عربية أخرى حاول أصحابها إعادة إنتاج معجزة النار، أملا منهم في استنساخها عربيا

لم يكن البوعزيزي السباق في تاريخ الإنسانية، والانتحار بالنار احتجاجا ضد أمرٍ ما، هي ظاهرة عرفها التاريخ القديم والحديث. وكان آخرها على مدى قرن مضى، انتحار الموسيقي الأميركي ملاتشي ريتشر سنة 2006 في شيكاغو احتجاجا على غزو العراق. وقبله انتحار الراهب الفيتنامي ثيك كانغ دوك سنة 1963 عن عمر تجاوز السبعين سنة، احتجاجا على قمع البوذيين، مرورا في ما بعد بانتحار الأستاذ البولولني ريزارد سيوياك عام 1968 و التشيكي، الطالب في الفلسفة، جان بالاش والليتواني روماس كالانتا سنة 1972 وثلاثتهما انتحروا احتجاجا على الهيمنة السوفياتية. ثم ذاك الرجل الياباني تَكَاوِي هِيمُورِي عمره 54 عاماً الذي قرَّرَ أن يموت من أجل العرب، احتجاجا على جرائم إسرائيل وعلى حصار الرئيس عرفات، وذلك بإحراق نفسه في حديقة عامة في طوكيو سنة 2002 غير أن كلَّ حالات الانتحار حرْقا هذه، وأخرى غيرها لم تكن تُسفر عن ثورة كالتي حدثت في تونس وكان احتراق البوعزيزي ثورة رجال، فتيلَ لهيبها من صنع تونسي

********

سميت بثورة الياسمين. صحيح أن نزوع الغرب الحديث إلى إضفاء نوع من الشاعرية على أحداث جسيمة كالثورات، ليس جديدا. فقد سميت الثورة البرتغالية في السبعينات بثورة القرنفل، ومثيلتها في أوكرانيا بالثورة البرتقالية، واتخذ من الورد شعارا لصعود اليسار في فرنسا، وها هي فرنسا تطلق اسم ثورة الياسمين على تونس ويتلقفها بعض التوانسة الفرانكفونيين بلا تردد. صحيح أن الياسمين زهر رائج في ربوع تونس وخصوصا في مدن سواحلها. وهو تقريبا الزهر الوحيد الذي كان ولا زال رجال تونس، ومنهم شباب تونس، يهدونه إلى أمهاتهم وكم نام البوعزيزي و هو صغيرعلى رائحة الياسمين، و في حضن والدته التي بقيت إلى اليوم تشتاق الى رائحة فلذة كبدها و الى رائحة الياسمين الزكية … لكن وفي رأي أكثر التوانسة فإن نعومة هذه الزهرة وموسميتها الصيفية، وذبولها صباحا بعد يُنوعٍ قصير وارتباطها بالسّياحة والسُّياح، كل ذلك يتعارض مع ثورة تونس الحارقة والخارقة والجارفة… كان ممكنا استعارة الزيتون الذي يعد بالملايين في تونس، ومنه يستخلص زيت القناديل.. أو النخيل، وهو أيضا بالملايين، على اعتبار أن النخلة شجرة سامقة، مثل قامة الثائر والشهيد.. غير أن للقيروانيين رأيا آخر أكثر إفحاما: إنها ثورة الصَّبار. وهي نبتة معروفة بصبرها على العطش مع احتفاظها بنضارة خضراء دائمة وبشوكٍ لا يرحم قاطِفَها… وهي سمات تستقيها من مخزونها الشّمسي المُرَكّز. وها أنا أعود من جديد إلى عنصر النار التي منها بدأ كل شيء و أنهى كل شيء

********

وقف البوعزيزي أمام مبنى البلدية وسكب على نفسه مخفف الأصباغ وأضرم النار في جسده.

اشتعلت النيران، وأسرع الناس وأحضروا مطفايات الحريق ولكنها كانت فارغة.

اتصلوا بالشرطة، لكن لم يأت أحد. ولم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة ونصف من إشعال البوعزيزي النار في نفسه.

كان المسكين يصيح و يتلوي يمنة و يسرة و النار تأكل جسده النحيف ، و لا احد يستطيع إنقاذه ...

كان منظرا مخيفا ، رهيبا و مرعبا .

أدى حادث " البوعزيزي " إلى احتجاجات من قِبل أهالي بلدته في اليوم التالي، حيث قامت مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وقوات الأمن. المظاهرة كانت للتضامن معه والاحتجاج على ارتفاع نسبة البطالة، والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية. سرعان ما تطورت الأحداث إلى اشتباكات عنيفة و انتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس احتجاجاً على ما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. خرج السكان في مسيرات حاشدة للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة في الفرص والتنمية .

********

كانت سيارتنا تتجه بحذر نحو مدينة سيدي بوزيد معقل ثورة الياسمين و الرجال ، كان السائق يتمهل أحيانا لتفادي الحفر المنتشرة هنا و هناك على الطريق ، رغم الأجواء المتوترة والتحليق المتواصل للطائرات العمودية في الأجواء التونسية ، و انتشار رجال الجيش التونسي في كل الأماكن ، و الوضع خطير جدا على اثر سقوط نظام الدكتاتور بن علي فكانت سيارتنا محل تفتيش في كل محطة عبور

وقف الجندي وسط الطريق و أشار لنا بيده بالتوقف

توقفنا و أسكتنا محرك العربة ، ثم تقدم نحونا و حيانا وقال مبتسما " تريدون زيارة منزل البوعزيزي ؟

- قلنا : نعم نريد تصوير العربة التي كان يستعملها في بيع الخضار و الفاكهة .

ابتسم الجندي ثم أخذ يفتش السيارة في كل مكان

قال له السائق :

- يا أخي نحن صحفيون ، ربنا يكون في عونكم

رد عليه قائلا : نحن مع أبناء شعبنا .

أجاب السائق :

- الجيش في خدمة الشعب.

- و هو كذلك .

التفتت نحوه لجره إلى الحديث ، فقلت له : هل أنت متزوج ؟

قال بعد تفكير و هو ينظر الي محدقا : نعم و زوجتي حامل في شهرها التاسع و قريبا ستضع مولودا ؟

قلت له : أكيد انك ستسميه بوعزيزي !

ظل صامتا وراح يتمتم في سره :

- ماذا ؟، سأطلق على المولود اسم البوعزيزي .

- و لكن هل يوافق أهل زوجتي على اسم كهذا ؟

- ابتسم ثم التفت إلي و قال : سأسميه تونس

- تونس ، و قد ولدت من جديد

و سمح لنا بالعبور ....

********

وصلنا البلدة فوجدنا هناك أناس طيبون ، بأيديهم لافتات مكتوب عليها ارحل و أعلام تونس ترفرف عاليا ، فرحوا بنا و أدخلونا بيوتهم و أكرمونا فكنا سعداء بالحديث معهم

دخلنا باب منزل متواضع جدا ، و رأينا في فناء المنزل عربة البوعزيزي مغطاة بلحاف أسود كدلالة عن الحزن ، و توجهنا نحو بيته فوجدنا على سريره الخاص صورته ، تقدم من عائلته أحدهم و قال لنا : " البقية بحياتك " لم نجبه ، و بقينا صامتين ، و على كرسي جلست مذهولا أقرأ سورة الفاتحة ترحما على روحه ، سألت أمه : " كيف انتحر و ما السبب ؟

فأجابتني و الحسرة تملأ عينيها : بسبوسة " لم ينتحر ، كان يريد إبلاغ صوته للمسؤولين فاستخدم البنزين و سكبه على جسده النحيل و أضرم فيه النار

- ألم ينتبه إليه أحد ؟

- وقعت هذه الحادثة أمام مرأى و مسمع الجميع من بوليس بن علي

- أين عمه ؟

- منهار تماما و هو في المستشفى .

- و هل أصابته صدمه ؟

- كلنا أصبنا بصدمة ، بل الشعب التونسي كله صدم

التفت إلى مرافقي فسمعته يقول : " تبا لحاكم ظالم مستبد مثل بن علي !

لقد أضر البلاد و العباد لا بد من محاكمته ؟

- نعم فالشعب يريد المخلوع !

يريد محاكمة من نهب أموال الشعب و عاث فسادا في البلاد !

********

نظرت في وجه والدة البوعزيزي الشاحب و قلت لها : أرجوك كفي عن البكاء ، لقد مات البوعزيزي و انتهى ، و لكن تأكدي انه لم يمت لأنه وهب حياته لميلاد تونس الجديدة ، تونس الديمقراطية ، تونس الكرامة

و فجأة أطلقت زغرودة : ري ري ري ثم قالت مفتخرة :

إن ابني استشهد من اجل تونس التي تنتهج مسارا جديدا نحو الديمقراطية ، و ثلة من شباب تونس استشهدوا ابان ثورة الكرامة - ابني أوصل رسالة الى الشعوب المقهورة و المضطهدة

الرئيس المخلوع، بن علي، لا سامحه الله ، ظل يحكم تونس طوال 23 عاماً، وكان ينظر إليها بوصفها دولة بوليسية راسخة. بعد أن غدر بالزعيم الروحي الحبيب بورقيبة و استلم في السابع من نوفمبر 1987 مقاليد الحكم بدعوى ان بورقيبة مريض و لم يعد قادرا على تحمل أعباء الدولة ...

كان يضحك علينا و يستفزنا و لكنه فهمنا و نحن ايضا فهمناه !!!!!

ولكن في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2010، أشعل ابني امحمد (26 عاماً) النار في نفسه احتجاجاً على قيام الشرطة بمصادرة عربة الفاكهة التي كان يبيع بواسطتها في الشارع للحصول على لقمة عيشه، وأيقظ هذا التصرف الرمزي غضباً مكبوتاً لدى سكان البلاد، من شمالها إلى جنوبها و من شرقها إلى غربها فيما بات يعرف لاحقاً بين التونسيين ب" ثورة الياسمين "

بن علي قام بزيارة البوعزيزي في المستشفى، وعاش خريج الكلية لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن يقضي متأثراً بالحروق التي أصيب بها، وذلك في الرابع من يناير/ كانون الثاني، غير أن هذه الزيارة لم تتمكن من تهدئة الغضب العارم في البلاد بعد عقود من الفساد وتدني مستويات المعيشة والقمع.

وبعد أسابيع من الاحتجاجات، التي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 300 شخص، فرّ حاكم تونس المخلوع بن علي من البلاد في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني 2011. متجها الى السعودية ...

غادرنا و لسان حالهم يقول " البوعزيزي كجسد مات و كروح لم يمت "

حين ثار الشعب التونسيّ على الدكتاتور بن علي كان اسم محمّد البوعزيزي مرادفا للشرارة التي أشعلت نار الغضب، و عندما انتشر الحريق ليطال الوطن العربيّ الكبير اتسعت دلالة الاسم ليتجاوز المدلول البسيط من بائع متجوّل يدفع عربته أمامه و يتحدّى أعوان التراتيب البلديّة إلى ثائر جوّال عابر للبلدان يدفع العرب ليتحدّوا جبروت الحكّام و يطالبوا بإسقاط أنظمة الفساد و القمع...

إنها الصفعة المؤلمة التي كانت كافية لاهانة البوعزيزي و كافية لنهاية مأساوية لشاب ما يزال في مقتبل العمر أشعل النار في جسده فكانت نهاية حكم بن علي الجائر.

انتهت