ترهات حكومة حسوني (5)

طارق أبو فراس الاحوازي

طارق أبو فراس الاحوازي

أضحكني كثيرا كلام اللواء المدعو سيد يحيى رحيم صفوي المساعد والمستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة المجرم علي خامنه اي ، التي تناقلته وكالات الأنباء الإيرانية وهو يشيّد فيه على تصدير الثورة الخمينية للعالم مؤكداً على أن في تاريخ إيران (الأسود!) توجد ثلاث مراحل ، الأولى عندما كان كوروش يحكم إيران وصلت جيوشه الى البحر الأبيض المتوسط  ! وجاء بعده خشايار شاه وأرسل أكثر من 700 ألف عسكري الى حدود البحر الأبيض لمحاربة اليونان ! ، وفي حال الحاضر إيران تمكنت أن تصل الى أبعد من هذا وفرضنا وجودنا على الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط! وأن العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني يمتد الى حدود سورية ولبنان! ( أي أنهم يسيرون بنفس المنهج الذي كان ينتهجه سيّدهم كوروش! )

ومن جانب آخر صرح رئيس حكومة الإحتلال الفارسية ، حسن روحاني ،  أن إيران هي الأقوى والأعظم بين الدول في المنطقة وأنها من الدول المقتدرةعلى مستوى العالم !!(انفخ زين!!)

الآن اذا أردنا أن نتّفق مع " حسوني " وأيضا نتفق مع المدعو "صفوي" أن إيران هي الأقوى في المنطقة وعلى مستوى العالم وأن عمقها الاستراتيجي وصل الى المريخ !! فالنرجع الى الوراء قليلا ، وننزل من المريخ وكذلك ناهيك عن إيران المقتدرة على المستوى الدولي وأيضا دعنا نترك العمق الإستراتيجي في البحر الأبيض ! ، ونرجع أكثر الى الوراء وننسى أن إيران هي الأعظم في المنطقة ! ، حتى أن نصل الى جغرافية ماتسمى بإيران ، ونركز على جنوب شرق هذه الجغرافية !

في بلوشستان المحتلة ، حيث أعلنت المقاومة البلوشية في التاسع من فبراير العام الحالي ، بأسر ضابط وأربعة جنود من حرس الحدود المنتسبين الى الحرس الثوري ، أثناء عملية نوعية قام بها جيش العدل البلوشي بالقرب من مخفر " نغور" الحدودي ، وأكدت على أنها سوف تقوم بإعدام الأسرى ما إن لم تنفذ السلطات الإيرانية مطالبهم ومنها تحرير المعتقلين البلوش من السجون ، وبعد اذ أهملت الدولة الفارسية هذه المطالبات ، أعلن جيش العدل بإعدام العريف " جمشيد دانائي فر " وأكدت على أنها سوف تقوم بإعدام باقي الأسرى الأربعة لديها ما إن لم تحرر السلطات الفارسية الأسرى البلوش الذي يفوق عددهم الأربعة وثلاثين أسير .

والآن أرجع مع القارئ الكريم الى المريخ ! ، مع هتافات " حسوني " و " صفوي " الرنانة حيث يقولون أنهم الدولة المقتدرة في العالم !! وأنها إيران الدولة الأكثر اقتداراً في المنطقة !! ، كيف لي أن اصدق هذه الادعائات ، عندما أرى أن هذه الدولة الـأكثر اقتداراً ( " استهتاراً " ) في العالم !، لم تكن قادرة على حماية خمسة جنود في حدودها ؟!! وأن هذه الدولة أكثر من 300 كيلومتر من حدودها كانت بدون حماية ؟ !وقبل أيام تعهد الحرس الثوري بحمايتها ؟!

الأحرى أن تقوم حكومة حسوني بحماية حدود جغرافيتها المزعومة أولا وبعدها تقوم بالعمق بحماية عمقها الاستراتيجي الممتد الى البحر الأبيض المتوسط !!!

وأيضا اذا تمكن المستشار الأعلى للقوات المسلحة ، صفوي ، من حماية خمسة جنود من قواته المسلحه ، عندها سوف نتفق معاه ولو جدلا ! أن حكومته هي الأكثر اقتدارا في العالم !! حتى لا يصدق عليه المثل الذي يقول "  قال انفخ ياشريم .. قال مامن برطم !" ، لأنه حتى لم يكن ينفخ في قربة مفقوعة ! بل إنّه يفتقر حتى الى "البرطم" الذي يعينه على النفخ !!

ولا يخفى على القارئ الكريم أن حكومة الإحتلال الفارسية اليوم في أضعف أحوالها من جميع الجوانب العسكرية والاقتصادية والسياسية ..الخ ، وأن هذه الدولة تحكمها مجرد عصابات اجرامية لا تفهم لغة سوى لغة " الدولار " ، وأن جميع حدودها تعاني من انفلات أمني غير مسبوق ، وأن هناك حالة صراع دائم (ليس من أجل حماية الحدود ! بل هذا الصراع يدور حول من يمتلك الكيلومترات الأكثر من الحدود لتهريب المخدرات وأخذ الرشاوي من المهربين من جهة وأيضا من جهة اخرى نشر الارهاب و تدريبهم الارهابيين على هذه الحدود وارسالهم الى الدول المجاورة !) بين الحرس الثوري والجيش على الحدود الأحوازية العراقية والبلوشية الباكستانية من جانب والحدود البلوشية الأفعانية من جانب آخر وأيضا الحدود الكردية العراقية في شرق جغرافية ماتسمى بإيران .