الحكومة ملزمة باحترام إرادة الشعب بخصوص التوقيت الذي يختاره لأنه لا إرادة فوق إرادته سوى إرادة الله عز وجل

خلّف قرار الحكومة اعتماد توقيت غرينتش زائد ساعة بصفة دائمة استياء واسعا لدى الرأي العام الوطني الذي ظل يترقب منذ سنوات عدول الحكومة عن هذا التوقيت الذي يربك الأسر المغربية المعتادة على  توقيت غرينتش المناسب لموقع المغرب الجغرافي ، والناسب لمواقيت عبادة الصلاة التي من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ، ومن ضيّعها كان لغيرها أضيع  كما قال الفاروق رضي الله عنه ، وهو مناسب أيضا لمختلف الأحوال اليومية  التي يكون عليها الشعب المغربي .

 ولقد كان من المفروض و دستور الأمة  ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة ألا تقدم الحكومة التي شكلها حزب ذو توجه إسلامي  ـ يا حسرتاه ـ  اتخاذ قرار بخصوص التوقيت  الرسمي للبلاد دون أخذ عبادة الصلاة بعين الاعتبار وهي عمود الدين ، وذلك بالحرص على أن تكون مواقيتها خارج أوقات العمل لتوفير الظرف المناسب لشعب مسلم كي يؤديها في وقتها ويحافظ عليها لأن في المحافظة عليها حفظا لدينه الذي بحفظه تحفظ جميع الأمانات ، وفي تضييعها كواجب ديني تضيعا لما سواها من الواجبات والأمانات ، وأني ينتظر ممن لا ناهية له أن ينتهي عن التقصير في الواجبات وتضييع الأمانات.

ومعلوم أن إقدام الحكومة على اتخاذ قرار لا يحظى برضا الشعب ، وهو أمر لا يمكنها أن تنكره ، وإن هي زعمت عكس ذلك، تعين عليها أن تأتي ببينة  ليعبّر بوضوح عن الاستخفاف  بإرادة شعب أوصلها إلى مركز صنع القرار لتقرر ما يوافق إرادته لا لتعطلها مستخفة بها .

وإذا كان البرلمان الذي اختاره الشعب ليتحدث باسمه  قد سكت أو وافق على قرار اتخذته الحكومة لا يحترم إرادته ، فعلى الشعب التعبير عن رفضه لهذا التوقيت الذي تريد الحكومة فرضه غيرعابئة بإرادته ومصلحته والذي تعتبر مبرراته واهية . وإن من شأن رفض الشعب  مثل هذا القرار الذي لم يستشر ، ولم يؤخذ برأيه  فيه أن يكون بداية رفض قرارات مماثلة لا مصداقية لها دون  إرادته التي ليس فوقها سوى إرادة الله عز وجل .   

وسوم: العدد 796