خارطة الأقاليم السبع لسوريا. على مدونة لمحة من فكري

الخرائط تتكلم وهي في الكثير من الأحيان أبلغ كلاماً من مئات الصفحات، و ها هي خارطة مستقبل سوريا تتبلور و تُطرح منذ شهر نيسان لعام ألفين و ثماني عشر عبر هيئة التخطيط الإقليمي  و هي مؤسسة سورية رسمية تعرف نفسها بكونها الأعمال المتعلقة ببناء قواعد بيانات نظم المعلومات الإقليمية المكانية والإشراف على المتابعة وتحليل بيانات التنمية المكانية و من مهامها الرئيسية بحسب موقعها الرسمي بأنها تضع آلية العمل بالأقاليم التخطيطية والأقاليم ذات الطابع الخاص ومتابعة العمل فيها.

فما هي هذه الأقاليم التي ترسم وجه مستقبل سوريا و ما الذي تفصحه عن الارتباطات السياسية لها.

تتألف سوريا بحسب المخطط المقترح من سبعة أقاليم و هي موضحة بالخارطة المرفقة المستمدة من خارطة  هيئة التخطيط الإقليمي ، المتاحة على الرابط التالي، مع إضافة المحافظات لتسهيل القراءة. و هذه الأقاليم هي:

الإقليم الشرقي و يضم محافظات الرقة و الحسكة و دير الزور

الإقليم الشمالي و يضم محافظتي حلب و ادلب 

الإقليم الساحلي و يضم محافظتي طرطوس و اللاذقية

الإقليم الأوسط و يضم جزء من حماة و جزء من حمص و جزء من ريف دمشق 

الإقليم الجنوبي و يضم محافظات درعا و القنيطرة و السويداء و جزء من ريف دمشق

إقليم البادية و يضم جزء من حماة و جزء من حمص و جزء من ريف دمشق

و أخيرا إقليم دمشق الكبرى و يضم محافظة دمشق و جزء من ريف دمشق

في واقع الأمر ومن وجهة نظر علمية فان هذه الأقاليم تتناسق فعلياً مع المعطيات المختلفة المُشكِّلة لها كما تطرح الهيئة المعنية، بكونها مناطق متجانسة من وجهة نظر المعطيات الطبيعية والخصائص الفيزيائية والاقتصادية أي النشاطات الاقتصادية المهيمنة لكل منها.

لكن من وجهة نظر اجتماعية و سياسية تطرح هذه الخريطة نقطتين تتوجبان كثير من الحذر في التعاطي معهما، الأولى هي باعتبار  هذه المناطق متجانسة من النواحي الاجتماعية-الثقافية أي في ترسيخ واضح للانتقال من المفهوم المكاني المتنوع ثقافياً و دينياً الى مفهوم الكتل المتجانسة، و المقصود هنا هو التجانس الديني و القومي في السياق السوري. 

أي أننا انتقلنا فعلياً من سوريا بلد التنوع الى قطاعات مذهبية/ قومية ذات ارتباط مصالح مشتركة لكل منها بدول إقليمية أو دولية و هي:

قطاع شمالي سني. متقارب مع الجوار التركي

قطاع ساحلي علوي/ وبنسبة أقل من المسيحيين. متقارب مع روسيا

قطاع شرقي ذو اختلاط قومي / كردي، سرياني، عربي متقارب مع دول الغرب ومع الجوار العراقي. 

قطاع جنوبي درزي/ سني متقارب مع الاردن

قطاع أوسط سني/ شيعي. تسعى إيران وميليشياتها الممتدة في لبنان للسيطرة عليه

قطاع البادية بكثافة سكانية قليلة 

قطاع دمشق الكبرى والذي تسعى للهيمنة عليه إيران بقوة مع وجود مقاومة ومحاولات لإجهاض هذا المشروع من قبل دول عربية.

أما الخطورة التي يمكننا من قراءة أولية الإشارة لها في هذا السياق فهي تكمن في نقطتين:

الأولى أن هذه القطاعات مُحدثة نتيجة حرب طويلة الأمد تم بها تهجير قسري و نقل كتل بشرية من مكان نشأتها الأصلي لمناطق أخرى بالإضافة الى حدوث اقتتال عنيف بيني أدى الى وجود نزعة عدوانية فيما بين سُكان هذه القطاعات 

الثانية أن الارتباط الإقليمي و الدولي لكل من هذه القطاعات يقع بين توجهات و دولية سياسية متخالفة ومتباينة فيما بينها قد تترجم خلافاتها لحروب على الأرض السورية و باستخدام الوقود البشري السوري كما كان عليه الأمر طيلة السنوات الماضية.

فبالرغم من أن الخارطة تدخل في مشروع الشرق الأوسط بشكله الجديد، و الذي يُفترض به أن يحقق  السلام و الامن في المنطقة، لكن مسار الوصول لها و فرضها القسري على عربة الحراك السلمي لشعب طالب بمطالب محقة و ادخال كل تلك العوامل الخارجية بالقوة و بوسائل شديدة العنف دون رادع و لا ضابط يميل بالكفة نحو ما يحول عن استقرار المنطقة  على الأخص ما أتيح لإيران من استغلاله عبر هذه الفوضى لاختراق المنطقة أكثر و التمكن بها و عدم توقفها عند حدود القطاع الأوسط و دمشق الكبرى  الساعية لهما بل سعيها لقلقلة لبنان عبر هذا الحصار الجغرافي الذي تحققه تدريجياً مما ينبىء بمفعول عكسي قد يؤدي الى حروب طويلة الأمد في المنطقة .

و أخيراً، تبدو الخارطة كالفصل الأخير في وجه سوريا الذي أنهكته الحرب، واجبنا كسوريين يحملون الهم الوطني، ولا يسمح لهم ما يمتلكونه من أدوات و قدرة على التأثير من تغيير هذا الواقع، لكن كل بذل كل جهد ممكن لاستمرارها بالحياة و استعادة عافيتها ، و التخلص من أقطاب التطرف من نظام أمني، أو أحزاب دينية أو قومية .

خارطة الأقاليم السبع لسوريا.

د.سميرة مبيض

الخرائط تتكلم وهي في الكثير من الأحيان أبلغ كلاماً من مئات الصفحات، و ها هي خارطة مستقبل سوريا تتبلور و تُطرح منذ شهر نيسان لعام ألفين و ثماني عشر عبر هيئة التخطيط الإقليمي  و هي مؤسسة سورية رسمية تعرف نفسها بكونها الأعمال المتعلقة ببناء قواعد بيانات نظم المعلومات الإقليمية المكانية والإشراف على المتابعة وتحليل بيانات التنمية المكانية و من مهامها الرئيسية بحسب موقعها الرسمي بأنها تضع آلية العمل بالأقاليم التخطيطية والأقاليم ذات الطابع الخاص ومتابعة العمل فيها.

فما هي هذه الأقاليم التي ترسم وجه مستقبل سوريا و ما الذي تفصحه عن الارتباطات السياسية لها.

تتألف سوريا بحسب المخطط المقترح من سبعة أقاليم و هي موضحة بالخارطة المرفقة المستمدة من خارطة  هيئة التخطيط الإقليمي ، المتاحة على الرابط التالي، مع إضافة المحافظات لتسهيل القراءة. و هذه الأقاليم هي:

الإقليم الشرقي و يضم محافظات الرقة و الحسكة و دير الزور

الإقليم الشمالي و يضم محافظتي حلب و ادلب 

الإقليم الساحلي و يضم محافظتي طرطوس و اللاذقية

الإقليم الأوسط و يضم جزء من حماة و جزء من حمص و جزء من ريف دمشق 

الإقليم الجنوبي و يضم محافظات درعا و القنيطرة و السويداء و جزء من ريف دمشق

إقليم البادية و يضم جزء من حماة و جزء من حمص و جزء من ريف دمشق

و أخيرا إقليم دمشق الكبرى و يضم محافظة دمشق و جزء من ريف دمشق

في واقع الأمر ومن وجهة نظر علمية فان هذه الأقاليم تتناسق فعلياً مع المعطيات المختلفة المُشكِّلة لها كما تطرح الهيئة المعنية، بكونها مناطق متجانسة من وجهة نظر المعطيات الطبيعية والخصائص الفيزيائية والاقتصادية أي النشاطات الاقتصادية المهيمنة لكل منها.

لكن من وجهة نظر اجتماعية و سياسية تطرح هذه الخريطة نقطتين تتوجبان كثير من الحذر في التعاطي معهما، الأولى هي باعتبار  هذه المناطق متجانسة من النواحي الاجتماعية-الثقافية أي في ترسيخ واضح للانتقال من المفهوم المكاني المتنوع ثقافياً و دينياً الى مفهوم الكتل المتجانسة، و المقصود هنا هو التجانس الديني و القومي في السياق السوري. 

أي أننا انتقلنا فعلياً من سوريا بلد التنوع الى قطاعات مذهبية/ قومية ذات ارتباط مصالح مشتركة لكل منها بدول إقليمية أو دولية و هي:

قطاع شمالي سني. متقارب مع الجوار التركي

قطاع ساحلي علوي/ وبنسبة أقل من المسيحيين. متقارب مع روسيا

قطاع شرقي ذو اختلاط قومي / كردي، سرياني، عربي متقارب مع دول الغرب ومع الجوار العراقي. 

قطاع جنوبي درزي/ سني متقارب مع الاردن

قطاع أوسط سني/ شيعي. تسعى إيران وميليشياتها الممتدة في لبنان للسيطرة عليه

قطاع البادية بكثافة سكانية قليلة 

قطاع دمشق الكبرى والذي تسعى للهيمنة عليه إيران بقوة مع وجود مقاومة ومحاولات لإجهاض هذا المشروع من قبل دول عربية.

أما الخطورة التي يمكننا من قراءة أولية الإشارة لها في هذا السياق فهي تكمن في نقطتين:

الأولى أن هذه القطاعات مُحدثة نتيجة حرب طويلة الأمد تم بها تهجير قسري و نقل كتل بشرية من مكان نشأتها الأصلي لمناطق أخرى بالإضافة الى حدوث اقتتال عنيف بيني أدى الى وجود نزعة عدوانية فيما بين سُكان هذه القطاعات 

الثانية أن الارتباط الإقليمي و الدولي لكل من هذه القطاعات يقع بين توجهات و دولية سياسية متخالفة ومتباينة فيما بينها قد تترجم خلافاتها لحروب على الأرض السورية و باستخدام الوقود البشري السوري كما كان عليه الأمر طيلة السنوات الماضية.

فبالرغم من أن الخارطة تدخل في مشروع الشرق الأوسط بشكله الجديد، و الذي يُفترض به أن يحقق  السلام و الامن في المنطقة، لكن مسار الوصول لها و فرضها القسري على عربة الحراك السلمي لشعب طالب بمطالب محقة و ادخال كل تلك العوامل الخارجية بالقوة و بوسائل شديدة العنف دون رادع و لا ضابط يميل بالكفة نحو ما يحول عن استقرار المنطقة  على الأخص ما أتيح لإيران من استغلاله عبر هذه الفوضى لاختراق المنطقة أكثر و التمكن بها و عدم توقفها عند حدود القطاع الأوسط و دمشق الكبرى  الساعية لهما بل سعيها لقلقلة لبنان عبر هذا الحصار الجغرافي الذي تحققه تدريجياً مما ينبىء بمفعول عكسي قد يؤدي الى حروب طويلة الأمد في المنطقة .

و أخيراً، تبدو الخارطة كالفصل الأخير في وجه سوريا الذي أنهكته الحرب، واجبنا كسوريين يحملون الهم الوطني، ولا يسمح لهم ما يمتلكونه من أدوات و قدرة على التأثير من تغيير هذا الواقع، لكن كل بذل كل جهد ممكن لاستمرارها بالحياة و استعادة عافيتها ، و التخلص من أقطاب التطرف من نظام أمني، أو أحزاب دينية أو قومية .

وسوم: العدد 800