لماذا لا تصنف الأعمال العنيفة التي يرتكبها غير المسلمين بالإرهاب

يبدي الكثير من المسلمين استيائهم الشديد من عدم تصنيف الأعمال العنيفة التي يرتكبها غير المسلمين بالإرهاب ، فتلك الأعمال مهما كانت بشعة، قد توصف  بالقتل أو العنف أو حتى بالجرائم أو المذابح ولكنها لا توصف بالإرهاب أبداً،  وذلك لأن مسألة الإرهاب مسألة متعلقة بالسياسة الدولية فقد أخترعت أصلا ليتم بواسطتها كسر حاجز السيادة الذي تتمتع به الدول كمبدأ راسخ في القانون الدولي، ولذا صاحبت مسيرة اختراع الإرهاب وتوصيفه  منذ مطلع التسعينات مرورا بأحداث ١١ سبتمبر٢٠٠١ وما بعدها، استصدار العديد من القوانين والمعاهدات الدولية التي تستباح بموجبها سيادة الدول وتفتح الباب للتدخل في شؤونها الداخلية لتغيير قوانينها ولاستغلال مواردها ونهب مقدراتها والتحكم باقتصادها، وتغيير مناهجها والعبث بمنظومتها الثقافية، لضمان انحلال ومسخ شعوبها حتى تبقى دائرة في فلك التبعية للدول الغربية القائدة للنظام الدولي، ولذا لا تقبل الدول الغربية، وهي الدول المتحكمة بالمنظومة الإعلامية وبالمشهد السياسي الدولي، وصف أعمال العنف التي يرتكبها ابنائها، مهما كانت بشعة، بالإرهاب، لأن من يقبل ذلك إنما يكبل نفسة بمنظومة من القوانين والمعاهدات التي تستبيح سيادته وتجعله أشبه بالدولة ناقصة السيادة كدولة محتلة أو تحت الوصاية.

وسوم: العدد 816