ثورتنا ... وثوراتهم

اعزائي القراء 

البعض من متابعي ثورتنا يلوم الشعب السوري لانه حمل السلاح بعد ستة اشهر من الثورة وحول الثورة الى صراع مسلح متجاهلين ان طبيعة العصابة الحاكمة كانت استراتيجيتها منذ اليوم الاول عسكرة الثورة فهو سلاحها الوحيد ضد الشعب السوري  فهي لاتملك غيره ونفذت هذه الاستراتيجية ضد الفلسطينيين وضد العراقيين  وضد اللبنانيين .

اذن  هذا اللوم تجافيه الحقائق وينم عن جهل مطبق   بظروف كل ثورة وطبيعة كل نظام  يتحكم بدول الثورات العربية .فمن  اراد ان يشبه أنظمة السودان والجزائر بالنظام السوري فقد أخطأ خطأً كبيرا. هذه الانظمة اولاً هي غير مدعومة بالمطلق من الكيان الاسرائيلي والغرب بشكل مباشر  فهي تحتل المرتبة الثانية بالدعم كما ان  هذه الانظمة الديكتاتورية ليست أنظمة طائفية .

هذه الانظمة الديكتاتورية لم تأت الى الحكم لكي تبني: المملكة البشيرية السودانية. ولا المملكة  البوتفليقية الجزائرية .

هذه الانظمة الديكتاتورية لم تبن بديكتاتوريتها ١٨ جهازاً للمخابرات احدهم لطلاب المرحلة الثانوية فما دون واخر لفلسطين .

هذه الانظمة الديكتاتورية لم تطلق شعارات "البشير او نجفف  البير ونكسر الزير". 

او :"بوتفليقة او  نعملكم عجينه مسلوقه".

هذه الانظمة الديكتاتورية لم تشكل  ٩٠٪؜ من جيشها يتبع قبيلة البشير او قبيلة بوتفليقة .

هذه الانظمة الديكتاتورية لم تنزل فرقتها الرابعة والخامسة وشبيحتها والعصابات الطائفية  لمواجهة الشعب منذ اليوم الاول  ومازالت تفترس الابرياء حتى الان .

هذه الانظمة الديكتاتورية لم تحتجز بسجونها ٢٠٠٠٠٠  بريء منذ اليوم الاول٢٠٠٠٠ منهم تم تصفيتهم بالسجون . ولا قتلت مليون انسان  ولا هجرت ١٠ ملايين اخرين.

هذه الانظمة الديكتاتورية لم تهدم  منذ اليوم الاول ٨٠٪؜ من بلادها.

هذه الانظمة الديكتاتورية لم تأت بدول عظمى وصغرى وعصابات لحمايتها واحتلال ارضها وسمائها.  

هذه الانظمة الديكتاتورية لم تبع حلايب ولا جبال الاوراس للعدو الصهيوني  .

فلا احد يتحفنا بعد اليوم  بسوريا مثالاً على التدمير والخراب الذي  نفذته عصابة لم يجد لها التاريخ مثيلا  ويتهم الشعب العربي السوري بها ويقارن هذا الوطن الغالي بأرضه وشعبه  بالجزائر او بالسودان  .

من اراد ان يقارن ويتكلم عن الثقافة الوطنية السلمية في الجزائر والسودان . عليه ان يقرأ   التاريخ الاسود للعصابة الاسدية اولاً ثم يقرأ بعدها الثقافة الوطنية السلمية للشعب العربي السوري ، هذا الشعب الذي يعطي  دروساً في الوطنية وبالثورة السلمية للآخرين .

وسوم: العدد 821