صفقة القرن

تحكي جولدا مائير في مذكراتها حينما كانت رئيسة وزراء وقبل ذلك وزيرة خارجية للكيان الصهيوني مواقفاً عن المسؤولين العرب رافضة للتواصل أو التطبيع 

لقد كانت تلك المواقف في الخمسينات والستينات ومابعدها  تبدو اليوم غريبة وطريفة! 

أترككم مع جولدا مائير التي تقول :

( للأسف لم أنجح في ترتيب أي لقاء مع العرب رغم محاولاتي المتكررة وأذكر أنني في عام ١٩٥٧م في دورة اجتماع للأمم المتحدة - رأيت عبدالناصر يجلس عن بعد، فأخذت أفكر : ترىٰ ما الذي قد يحدث لو توجهتُ إليه هكذا وبدأت الحديث معه، لكنه كان محاطاً بالحراس، وكنت أنا أيضاً محاطة بالحراس، وبالطبع ماكانت المحاولة لتنجح، لكنني فكرتُ في أن تيتو - الرئيس اليوغوسلافي- قد يتمكن من ترتيب شيء، فطلبتُ إلى أحد أعضاء وفدنا أن يفاتح أحد أعضاء وفد يوغوسلافيا لعقد لقاء بيني وبين تيتو، وطال انتظاري، وأَجلتُ عودتي لإسرائيل، دون أن أتلقىٰ رداً، وفي اليوم التالي لسفري جاءنا الرد بأن تيتو مستعد لمقابلتي في نيويورك، لكنني قد عدت... وكنت قد تعرفت على زوجة نائب رئيس وفد باكستان التي فاتحتني في الدور الذي يجب أن تلعبه النساء من أجل السلام، وعندئذ طلبت إليها أن تقيم حفلاً تدعو إليه بعض العرب وتدعوني معهم، وأقسمتُ لها بشرفي أن أحداً لن يعلم بهذا الاجتماع، وطال انتظاري دون أن يتم شيء. 

وذات يوم جلستُ معها في صالة الوفود نتناول القهوة، حينما دخل وزير خارجية العراق وما أن رأته حتى انتقع لونها وصاحت، يا إلهي سيراني وأنا أتحدث معكِ، وغادرت المكان مفزوعة، وانتهت القصة. 

وكان رؤساء الوفود في الأمم المتحدة يعلمون جيداً أنهم إذا أرادوا أن يحضر العرب حفلاتهم، فلا يجب عليهم أن يوجهوا إلينا دعوة لحضور نفس الحفل، وحدثَ أن جاء أحد رؤساء الوفود الجدد غير عالم بهذه اللعبة، فوجه الدعوة إلى العرب والإسرائليين، بل إنه جعل مكان مندوب العراق على المائدة في مواجهتي، وهَمَّ العربي بتناول طعامه وعندما لمحني أمامه وقف على الفور وغادر الحفلة، وهكذا أصبح أي عربي يترك المكان بمجرد أن يجد فيه إسرائيلياً، ولم يكن بوسعنا شيء نفعله) 

وسوم: العدد 831