اجتماع وزير الداخلية التركي مع الصحافيين العرب

عقد وزير الداخلية التركية سليمان صويلو لقاء خاص صباح اليوم السبت 13/07 مع مجموعة من الصحفيين العرب الموجودين في تركيا.

وتضمن اللقاء الذي تخللته مأدبة إفطار، كلمات لكل من مدير دائرة الهجرة عبدالله أياز، ووالي إسطنبول علي يرلي قايا، ووزير الداخلية سليمان صويلو.

وقد تحدث مدير دائرة الهجرة عبد الله أياز في كلمته عن موجات الهجرة التي شهدتها تركيا في السنوات الأخيرة، وعن نجاح الحكومة التركية في إدارة الوضع رغم الكثير من الصعوبات.

وأكد أياز أن الهجرة في ذاتها تشكل حيزا كبيرا من الاهتمام العالمي والمحلي على حد سواء، رغم عجز الدول الكبرى عن تقديم حلول جذرية لمسبباتها من الحروب والمجاعات.

وأضاف مدير دائرة الهجرة أن النقاشات حول اللاجئين، والحوادث المؤسفة التي شهدتها تركيا في الآونة الأخيرة، تمت معالجتها بكل هدوء، وقال: "نعمل بكل جهد ليعيش إخواننا بسلام".

وحث أياز جميع المقيمين على الأراضي التركية بالالتزام بقواعد البلد وقوانينه، لأن هناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة، ويجب علينا تفويت الفرصة على كل من يحاول بث الفرقة والشحناء.

أما والي إسطنبول علي يرلي قايا فقد تحدث في كلمته عن التبعات الأمنية والتعليمية والصحية والخدمية الأخرى التي يتسبب بها المخالفون لأنظمة الإقامة والعمل والسكن في المناطق المسجلين فيها.

وأضاف قايا: "إسطنبول هي عاصمة مدنيتنا وحضارتنا، ويجب علينا جميعا أتراكا وعربا أن نتعاون في الحفاظ على رمزيتها هذه"

كما شدد والي إسطنبول على ضرورة البقاء في المحافظات التي تم تسجيل المقيمين فيها، لأن السكن في مناطق أخرى يخلق نوعا من الضغط والإرباك للجهات الخدمية كالصحة والتعليم.

وقال: لكم أن تتخيلوا صعوبة العيش والمنافسة وضغوط المدارسة والخدمات الأخرى التي يتسبب بها التسجيل في مدن أخرى والعيش في إسطنبول، ما أدى لهجرة سلبية للمواطنين الأتراك منها.

وأضاف أن كثيرا من الأتراك في إسطنبول يضطرون إلى العودة إلى قراهم بسبب عدم توفر الأعمال وزيادة إيجارات البيوت، مؤكدا بأن الجهات الرسمية ترغب في توفير الخدمة للجميع، لكن يجب الالتزام بالقوانين.

وأكد والي إسطنبول بالقول: "من قلوبنا نحبكم ونعمل على تحقيق مبدأ المهاجرين والأنصار بما يخلق الرضى والسعادة والشعور بالأمن والإستقرار لدى جميع الأطراف".

أما وزير الداخلية سليمان صويلو فقد أعاد للأذهان انهيار جدار برلين، وما تبعه من أحلام الوحدة الأوروبية من عملة مشتركة وحدود مشتركة، وكيف كانت نموذجا رياديا يهدف لإيجاد عالم أفضل.

ورأى الوزير أن الفوارق الاقتصادية بين المجتمعات البشرية تزداد صعوبة يوما بعد يوم، وأن صورة القرن الحادي والعشرين تتصدرها الحروب الظالمة التي تسببت في الهجرة غير الشرعية.

وأكد أن المئات من المهاجرين غير الشرعيين يموتون تحت الثلوج، ولا تعثر الطواقم الأمنية على جثثهم إلا بعد أشهر من موتهم عند ذوبان الثلوج، فضلا عن الآلآف الذين يموتون غرقا في عرض البحر.

وقال صويلو: "لسنا كالغرب، لدينا ثقافتنا وحضارتنا وديننا، ومسألة المهاجرين والأنصار متجذرة وأصيلة في ثقافتنا ولا نستطيع التخلي عنها، هذه أمانة سنصونها مهما كانت التكلفة".

وتحدث الوزير عن الهجرات التي يحفل بها تاريخ تركيا، من وسط آسيا، والقوقاز وتتار القرم، وحتى اليهود الذين لجئوا إلى الأناضول بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت.

وأكد أن التهديدات الإرهابية اليوم كبيرة، وهناك منظمات تحاول التكسب من ظاهرة العداء للأجانب وللعرب، سياسيا وماديا وجماهيريا، في تركيا وفي كثير من البلدان كما هي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب.

وشرح صويلو الإجراءات الجديدة فيما يتعلق بالإقامات قصيرة الأجل، وتنظيم العمل في الشركات والمصانع والمحال التجارية، لأن هناك من يستغل المهاجرين في العمل بشكل غير قانوني وغير إنساني.

وقال وزير الداخلية إن جميع الأماكن غير المرخصة من شركات ومصانع ومحلات تجارية سيتم إيقافها، وكذلك من يعملون فيها بشكل غير نظامي، مؤكدا أن العمل حق للجميع لكن وفق النظام والقانون.

كما أشار إلى أن على أصحاب الإقامات قصيرة الأجل توضيح مصادر دخلهم، وكيفية عملهم، والالتزام بمعايير الإقامة والسكن، لأن هناك كثيرا من المخالفات في هذا الجانب.

وأوضح صويلو القوانين المتعلقة بلوحات المحلات التجارية، وضرورة أن يكون 70% منها مكتوبا باللغة التركية، فيما يجوز أن يكتب 30% المتبقية منها بالعربية أو بأي لغة أخرى.

كما أشار إلى أن هناك استثناء للسوريين فيما يتعلق بقانون تشغيل 5 أتراك مقابل كل موظف/عامل، وكذلك المؤسسات الإعلامية وبعض مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية.

وأوضح أنه سيتم عقد لقاءات مكثفة في المدارس والمرافق الأخرى خلال الأيام القادمة، لتوضيح السياسات الجديدة وآلية تنفيذها، بما يكفل العيش الكريم لجميع المواطنين والمقيمين على حد سواء.

وسوم: العدد 833