التآمر القرمطي الصفوي على العروبة والإسلام (10 )

التآمر القرمطي الصفوي

على العروبة والإسلام (10 )

د. أبو بكر الشامي

النصيرية : هي إحدى فرق ( الشيعة الصهاينة ) الغلاة ، التي تفرعت عن المذهب الشيعي ، وانبثقت من مزيج من العقائد والشعائر ذات الأصل المجوسي واليهودي والفارسي والمسيحي والبوذي والفلسفات القديمة التي كانت منتشرة في ذلك العصر ، تأسست في أواسط القرن الثالث الهجري على يد محمد بن نصير النميري ، الذي ادعى النبوة ، وزعم أن الإمام أبا الحسن العسكري ( الإمام الحادي عشر عند الشيعة الجعفرية الإمامية ) كان رباً ، وأنه هو الذي أرسله نبياً ، ثم صدع بمزيج من العقائد والأفكار كانت منطلقاً لدين هذه الفرقة ، وكان مما جاء به قوله :  بالتناسخ ، وإباحة نكاح المحارم ، وإباحة نكاح الرجال بعضهم بعضاً ، وزعم أن ذلك من التواضع والتذلل ، وأنه أحد الشهوات والطيبات المباحة من الله ،  تعالى الله عز وجل عن ذلك علواً كبيراً ..

*مواطن النصيرية الحالية :

تتوزع النصيرية حالياً في مناطق متقاربة شرق البحر الأبيض المتوسط ، وهم بطون وعشائر عديدة، كعشائر ( الخياطين ، الحدادين ، المثاورة ، الكلبيين .. الخ ) أما عن توزعهم الجغرافي فهو كالتالي :

1ً-سوريا : وهي أهم مناطقهم نظراً للكثافة النسبية لأبناء الطائفة ، ولكونها قد سيطرت في سوريا وأقامت فيها نظام حكم ديكتاتوري طائفي، متحكمة برقاب باقي أبناء الشعب السوري. ويتوزع النصيريون في سوريا على الشكل التالي :

-   جبال اللاذقية :التي سميت بجبال العلوية النصيرية وتقع في شمال غرب سوريا محاذية ساحل البحر ، ثم أطلق عليها الفرنسيون اسم جبال العلويين لخداع المسلمين هناك وإخفاء حقيقة ردة هذه الطائفة وتميزها .

-   منطقة حمص : وخاصة الريف ويسكن به نسبة غير قليلة منهم وقد تعرضت حمص المدينة العريقة لهجرة منظمة من قبل أبناء الطائفة إبان توليهم السلطة، وقد تعرضت لمخطط مبيت تسربت بعض أخباره، من عزمهم على جعلها عاصمة دويلة خاصة بهم في حال تم إجلائهم عن الحكم في سوريا ، وهذا مخطط يدل عليه ويؤيده مجموعة المشاريع الإنشائية المدنية والعسكرية والاقتصادية التي تمت في منطقة الجبال المذكورة ومنطقة حمص وما حولها .

-         منطقة تلكلخ : وهي تقع في المنطقة الغربية من سوريا قريباً من لبنان والبحر .

كما يوجد أقلية نصيرية في محافظة حلب في قريتي البغالية والزهرة ، وكذلك في منطقة الجولان محافظة القنيطرة وكذلك في حوران ، إلا أنه وبعد توليهم السلطة في سوريا الشام ، حصل بعض التعديل في توزيعهم السكاني ، إذ أن معظم قياداتهم السياسية والعسكرية انتقلت مع عائلاتها وأزلامها لمناطق الحكم والفعاليات الأساسية ، فنزح معظمهم إلى دمشق ، وأسسوا لأنفسهم موطأ قدم حيث أسسوا شبه مستعمرات في دمر ، برزة ، القدم ، المعضمية ، مخيم اليرموك ، الست زينب .

كما أقدم بعضهم على التزاوج من أبناء وبنات المسلمين ، في غفلة من الوعي الديني ، وسعياً من بعض ضعاف النفوس للتقرب من السلطة الحاكمة ، وهي زيجات باطلة شرعاً لأنها مع كفرة . كما حصلت مثل هذه الهجرة في باقي المحافظات السورية بنسب أقل ، وكذلك في مناطق الثروات الاقتصادية ، والتجمعات الصناعية ، في حين بقي الجبل موطنهم الأساسي ، ومستقر ثرواتهم ومشاريعهم الإعمارية والاقتصادية ، ويقدر عدد السكان النصيريين في سوريا بنحو 8% من السكان ، أي ما يقرب من المليوني نسمة .

2ً-تركيا : وفيها نسبة غير قليلة من النصيريين أيضاً تقدر بنحو ثلاثة مليون نسمة ، ويقطن جلهم تقريباً في الجنوب الغربي من تركيا ومنطقة غرب كليكيا ولواء اسكندرون . وقد قويت شوكتهم بتسلم أقربائهم للحكم في سوريا ، وتسلل العديد منهم ليعمل في خدمة السلطة العسكرية السورية ، وقام البعض الآخر بتلقي الأسلحة والذخائر والدعم والتدريب في سوريا ليشاركوا في مؤامرات وقلاقل في تركيا .

 3ً- لبنان : ويقطنه نسبة منهم في الشمال وقضاء عكار ، ومعظمهم نازح من سوريا وقد قويت شوكتهم كذلك بعد تولي النصيريين للسلطة في سوريا ، وتلقوا الدعم والسلاح وشاركوا في الحرب الأهلية اللبنانية كمنفذين لرغبة أسيادهم في دمشق والجبل ، ويقدر عددهم في لبنان بأربعين ألف نسمة..

وما يزال تيار هجرتهم وتوطنهم في الشمال والساحل وحول طرابلس مستمراً في ظل الاحتلال النصيري للبنان .

4ً-العراق : وفيه نسبة قليلة جداً منهم في منطقة عانة قرب الحدود السورية تقدر بعدة ألوف ، وعانة هذه تاريخياً إحدى أهم معاقل شيوخ الطائفة النصيرية .

5ً-فلسطين : وفيها نحو ألفي نسمة في منطقة الجليل .

* العقيدة النصيرية :

 كما قدمنا فالنصيرية هي إحدى طوائف الشيعة الغلاة الذين ألّهوا علياً رضي الله عنه ، ومعظمها متفرعة من المذهب السبئي الذي أتى به اليهودي الحاقد عبد الله بن سبأ .

وجملة الغلاة ومنهم النصيرية متفقون على القول بالتناسخ ، والحلول ، والتفسير بالباطن ، ويعتبرون دينهم سرً لا يجب كشفه ولا يعلمه الصغار حتى يجاوزوا الحلم

وعقائد النصيرية : مزيج مكون من أصول دينية وفلسفية أهمها المجوسية والأديان السماوية الثلاث ، فلهم ثالوث يرمز له ( ع ، م ، س ) أي علي ، ومحمد عليه الصلاة والسلام ، وسلمان الفارسي ، ويفسر عندهم أن ( ع ) تعني الرب والإله ، ويسمى المعنى وهو الغيب المطلق ، و ( م ) وهي صورة المعنى الظاهر ، وترمز لمحمد صلى الله عليه وسلم ، و(س) هي صورة المعنى الظاهر أو طريق الوصول للمعنى، وهو سلمان الفارسي ، ومن المؤثرات المسيحية في النصيرية ، احتفالهم ببعض الأعياد النصرانية وإقامة طقوس لها، مثل الاحتفال بعيد الميلاد حيث يقدمون النبيذ ، ويذبحون البقر للطعام ، وعيد الغطاس ، وعيد الصليب ، والبربارة ، كما يحتفلون بعيد النيروز وهو فارسي مجوسي، وكذلك لهم عيد يسمى عيد الفراش يوم بات علي رضي الله عنه يوم الهجرة النبوية في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما يحتفلون بعيد الغدير، وهو يوم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي رضي الله عنه ، ومن قولهم بالحلول أن الله تعالى حل وتجلى على مر الزمان عدداً من المرات في صورة مخلوقاته ، كان منها تجليه على صورة علي رضي الله عنه ، كما تجلى في عدد من الأنبياء منهم ( شيث ، سام ، إسماعيل ، هارون ) حيث اتخذ في كل مرة منها له رسولاً ينطق بكلامه ، فاتخذ علي محمداً ، واتخذ موسى هارون .. وهكذا ، فكان محمد متصل به ليلاً منفصل عنه نهاراً ، حيث أن علياً خلق محمداً ، ومحمد خلق سلمان الفارسي ، وسلمان ، خلق الأيتام الخمسة الذين بيدهم مقاليد السموات والأرض والموت والحياة وهم : المقداد ،  أبو ذر الغفاري  ، عبد الله بن رواحة ،  عثمان بن مظعون ،  قنبر بن كادان ...!!!

وتقول النصيرية بالتقمص ، وهي مقولة بوذية المنشأ ، تنص على أن البشر كانوا كواكب ونزلت بهم الخطيئة إلى الحياة الدنيا ، ولكي تطهر هذه الأرواح فإنها تنتقل من جسم لآخر عدة مرات حتى تطهر وتعود إلى السماء .

لاتعتقد النصيرية باليوم الآخر ، ولا بالحساب ، ولا بالجنة ، ولا بالنار ، بل يعتقدون أن الجنة والنار هي الحياة الدنيا .

يتفق النصيريون كغيرهم من ( الشيعة الصهاينة ) على لعن أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد وخالد بن الوليد ، ومعظم الصحابة والخلفاء والعلماء وأئمة المذاهب الإسلامية رضي الله عنهم أجمعين .

وللنصيرية صلوات وطقوس وتمتمات وأدعية خاصة بهم ، وحاوية على كل ما أفرزته الديانات المنحرفة من شركيات وخزعبلات ، ومنها ما هو حديث المنشأ يعود لأيام تولي سليمان المرشد الربوبية عندهم برعاية الفرنسيين عام 1920 .