انتصرت خان شيخون

النصر صبر ساعة 

اللهم نصرك للمجاهدين الصابرين الصابرين 

انتصرت خان شيخون 

انتصرت خان شيخون وفق جميع المقاييس والموازين؛ من حيث زمن المعركة وطول أمدها، ومن حيث اعتبار موازين القوى، ومن حيث نتائجها وثمارها! 

فها هي روسيا ثاني أقوى دولة في العالَم، ومعها إيران، وذنب الكلب، وروافض ومرتزقة الأرض ــ يُضاف إليهم سكوت وتواطؤ العالَم كله ــ قد استخدموا في عدوانهم الغاشم قوة نارية هائلة، وبطريقة محظورة ومتوحشة لا تميز بين طفل وشيخ وامرأة، لو استخدموها ضد دول لأزالوها بكاملها .. بينما هذه المدينة " خان شيخون " الصغيرة بحجمها، الكبيرة والعظيمة برجالها وأبطالها، ظلت ثابتة بوجه العدوان الغاشم لأكثر من مائة وعشرين يوماً .. والعدو إلى الساعة ــ خطوة للأمام وخطوة للخلف ــ لا يجرؤ أن يدخلها، يخاف من مفاجآت ما ينتظره من أبطالها ومجاهديها الميامين.  

ثلّة قليلة من المؤمنين المجاهدين، تثبت لأكثر من مائة وعشرين يوماً في وجه أكبر وأعتى وأضخم عدوان يعرفه العصر الحديث .. فأي رجولة توازي هذه الرجولة، وأي نصر يوازي هذا النصر، وأي بطولة توازي بطولة أبطال ومجاهدي خان شيخون؟!

فإن قالوا: ولكن قتَلنا منكم العشرات ...؟

نقول لهم: ونحن كذلك قتلنا منكم بالمئات وربما بالآلاف .. ودمرنا لكم مئات الدبابات والمدرعات والمصفحات .. وكنتم أجبن من أن تنزلوا على الأرض، فتواجهوا الأبطال وجها لوجه .. ومع ذلك فإنّا نرجو من الله مالا ترجون .. قتلانا نحتسبهم شهداء في الجنة، وقتلاكم حطب لنار جهنم وبئس المصير .. فلا يستويان مثلاً .. والله تعالى مولانا، ومولاكم الشيطان .. لا قرار ولا استقرار لكم في بلادنا وأرضنا .. المعارك بيننا وبينكم سجال، وهي كر وفر إلى أن يفتح الله بيننا وبينكم بالحق، وهو خير الفاتحين .. واليوم فإن كنا نقاتلكم في خان شيخون .. فغداً بإذن الله سنقاتلكم على أبواب دمشق .. وعلى كل شبر من أرض سوريا الحبيبة .. وما ذلك ببعيد بإذن الله. 

إن خسرنا اليوم قرية .. فلم نخسر إرادة الثبات، والقتال، وحب الاستشهاد .. بل هي في ازدياد؛ لأننا على حق، وندافع عن الحق، ونحن أصحاب الأرض وأهلها .. وما نخسره اليوم، نسترده غداً بإذن الله تعالى وعونه وتوفيقه، وإن غداً لناظره لقريب، [ وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ]النساء:104. 

وسوم: العدد 839